المرأة والشاكوش
بقلم.. ايمان عبد المهدي
“المرأة كالشُعلة – إذا عَرِف الرجل كيف يُمسكها أضَاءت لهُ طريقه، وإذا أخطأ في مَسكِها أحرقَت يَدهُ”
إسقاطاً على فيلم “المرأة والساطور” وما قامت به بطلة العمل من قتل لزوجها إنتقاماً منه على حقارة أفعاله وسُوء عِشرته ولم تكتفي بذلك بل قامت بتقطيعُه وتخلصت منه في مشاهد بشعة لم نعتاد عليها في الدراما المصرية بعدما إكتشفت لاحقاً أنها ضحية نصب جديدة من ضحايا زوجها النصاب للإستيلاء على أموالها ولكن للأسف كان هذا واقعاً حقيقياً في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي، ومع فردية تلك الحوادث ولكن تكرارها بين الحين والآخر كان أمراً يلزم التحري والدراسة بواسطة أطباء علم النفس والمختصين في هذا المجال في تلك الحقبة، فأفردت البرامج التليفزيونية المرئية ساعات وساعات والصحف صفحاتها المقروءة من أجل مُعالجة تلك الظاهرة المستحدثة على مجتمعاتنا.
ومع بداية الألفية الجديدة ودخول الأقمار الصناعية بقوة والتوسع في إستخدام الإنترنت وما تبعها من سوشيال ميديا وحُروب الجيل الرابع فتحولت بعض الزوجات المصريات لإهتمامات أخرى وإنطلقت لعالم أكثر إتساعاً وإنفتحت على آفاق جديدة أكثر رحابةً، ولأن لكل أداة أو وسيلة مميزات وعيوب فمنها ما هو جيد ومحترم ومعقول وفيها ما هو فج وقمئ وغير مقبول، فتعلمت المرأة من خلال الانترنت كيف تكون زوجة جميلة وترتدي أجمل وأشيك صيحات الموضة وتقتني أرقى العطور والإكسسوارات وكذلك أدوات المكياج، كما وجدت فيه متنفساً لها من خلال برامج التيكتوك والإنستجرام وغيرها، وظهر المهرجون والمتكتكون بأغاني المهرجانات فنجد هذا الشاكوش يرقع في النفوخ، والآخر بيكا يسمم الآذان وما شابه فتحولت ضُغوطات حياة بعضهم وكبتهم الشديد من منطقة العُنف مع الأزواج إلى الغناء والرقص على تلك الأغاني المسلوقة المطرقعة الأشبة بحفلات الطبل والزار لإخراج الجن والعفاريت ويكأن الهدف من ذلك هو فُقدان الوعي ونسيان كل مشاكل الحياة سواء كانت الإقتصادية والإجتماعية وغيرها في تدني ثقافي واضح لم تعهدهُ المرأة
المصرية، ولكن الغريب هو عودة ظاهرة القتل العمد وتقطيع الأزواج وإستخدام وسائل جديدة في الإنتقام وتبادل الأفكار بين بعضهم على وسائل التواصل الإجتماعي حتى وان كانت على سبيل الدعابة، وكذلك رد الطرف الآخر “الزوج” ببوستات كوميكس رداً على حملات التهديد والوعيد بطريقة ساخرة، فمثلما أينعت تلك الظاهرة في الثمانينات وتسعينيات القرن المنصرم ستنتهي تلك الظاهرة أسرع من سابقيها في حال توقفنا على تسليط الضوء المبالغ فيه على تلك الجرائم، عافانا الله وإياكم من الإنزلاق في آتون هذا المنحدر السحيق من التردي واللا مسئولية.
المرأة المصرية ستبقى وستظّل هي الأم والأخت والزوجة والإبنة والصديقة والرفيقة وسيبقى معدنها الغالي نفيساً عبر العصور حتى وإن حَاول بعضهم تشويه صُورتها من خلال حملات السوشيال المِيديا المزيفة.
فيا أيها الرجال يا من تُرِيدُون المرأة بثياب الملائكة، عليكم أولاً أن تكُونوا لهم جنة، فالملائكة لا تعيش في الجحيم، أنتُم من تختارون الجحيم بأيديكم لا بأيدِينا نحنُ النِسوة الأبرياء.