منهج النظرية الاجتماعية النقدية لما بعد الحداثة

منهج النظرية الاجتماعية النقدية
لما بعد الحداثة
كتب :حاتم عبدالهادي السيد
غالبًا ما يُستخدم مصطلح النظرية النقدية عندما يعمل المؤلف انطلاقًا من مصطلحات علم الاجتماع، حتى وإن هاجم العلوم الإنسانية والاجتماعية (وهكذا يحاول أن يبقى خارج تلك الأطر البحثية). ويُعد ميشيل فوكو واحدًا من هؤلاء المؤلفين. ويوصف أيضًا جان بودريار بأنه مُنظر نقدي، إلى الحد الذي كان فيه عالم اجتماع نقدي وغير تقليدي؛ هذا الاستخدام يكون غير رسمي بطريقة مشابهة، سواء كان على صلة محدودة بمدرسة فرانكفورت أو لم يكن. ويعتبر يورجن هابرماس واحدًا من هؤلاء المفكرين الأساسيين في مدرسة فرانكفورت الذين ينتقدون ما بعد الحداثة. وتُركز النظرية النقدية على اللغة والرمزية والتواصل والبناء الاجتماعي. وتُطبق النظرية النقدية داخل العلوم الاجتماعية بوصفها نقدًا للبناء الاجتماعي ومجتمع ما بعد الحداثة.
ومنذ الستينات وأوائل السبعينات والى الآن ظهر الإهتمام بالنص واللغة والرمزية والمعنى، بوصفهم أساسًا نظريًا لحقل الإنسانيات، وذلك من خلال تأثير عدد من المفكرين مثل: لودفيغ فيتغنشتاين، وفريدناند دو سوسور، وجورج هربرت ميد، ونعوم تشومسكي، وهانز جورج جادامير، وجاك دريدا، ورولان بارت وغيرهم آخرين في مجال اللغويات والهرمينوطيقا والفلسفة التحليلية واللغويات البنائية والتفاعلية الرمزية وعلم العلامات والتحليل النفسي الموجه لغويًا (جاك لاكان وألفريد لورينزر) نوالتفكيكية. وعندما أعاد يورغن هابرماس في السبعينات والثمانينات، تعريف النظرية الاجتماعية النقدية، بوصفها دراسة للتواصل، أي الكفاءة والعقلانية التواصلية من جانب، والتواصل المشوه من جانب آخر، فقد بدأ التداخل بدرجة أكبر مما قبل، بين الاتجاهين السائدين في النظرية النقدية.
ولعلنا هنا قد انتهجنا دراسة تاريخانية عن النظرية النقدية ومنظريها بداية من مدرسة فرانكفورت؛ووصولاً الى مدرسة براغ ،ومرسة كوبنهاغن ،وظهور نظريات ما بعد الحداثة، والسيمولوجيا وغيرها .
هوامش :
(1) أ.د. صلاح فضل، “مناهج النقد الأدبى المعاصر”، دار الأفاق العربية بالقاهرة عام 1997 م.، وانظر د. محمد عبدالحليم غنيم، مناهج النقد الأدبى المعاصر، مقال، الفنون الأدبية 2018م. . كما يمكن الرجوع الى كتب د. صلاح فضل : منهج الواقعية فى الإبداع الأدبى ،ونظرية البنائية فى النقد الأدبى ،وبلاغة الخطاب وعلم النص، وغيرها .
(2) د. عبدالحميد هيبة، الموقف من المناهج الأدبية الغربية،مجلة الأدب الإسلامى العدد 67 . وانظر في هذا مجلة الألوكة، الموقف من المناهج النقدية 2011م .
(3) د. صلاح فاروق العايدى، نحن والأدب، وزارة الثقافة، إقليم القناة وسيناء، ثقافة شمال سيناء 2018م ص : 31:30 .
(4)أ.د جميل حمداوى، نظريات النقد الأدبي في مرحلة ما بعد الحداثة، 2011م .
(5) د.عمر محمد الطالب ،مناهج الدراسات الأدبية الحديثة ، دار اليسر 1988 م.
(6) د. صلاح فضل، النظرية البنائية في النقد الأدبي ،مكتبة الأنجلومصرية ، القاهرة،1980 م .(
(7) إحسان عباس ، تاريخ النقد العربي عند العرب ،دار الثقافة ، 1980م .
(8) طه حسين، حديث الأربعاء ، دار الكتاب اللبناني ،بيروت ، 1980 م .
(9)د. مصطفى سويف ،الأسس النفسية للإبداع الفني في الشعر ،دار المعارف ، الطبعة التاسعة 1990م .
(10)محمد اللنويه،ثقافة الناقد العربي، لجنة التأليف والترجمة والنشر،القاهرة ،1970 م .
(11)جسين الواد، في مناهج الدراسات الأدبية ،منشورات الجامعة ،تونس ، 1985م .
(12)كمال أبوديب ،جدلية الخفاء والتجلي ،دار العالمين للملايين، بيروت 1979م.
(13) د. فؤاد زكريا، الجذور الفلسفية للبنائية ،دار قرطبة، المغرب، 1986م .
(14) إديت كروزيل ، عصر البنيوية، ترجمة د.جابر عصفور، دار قرطبة، المغرب، 1986م .
(15) لوسيان كولدمان ، المنهجية في علم اجتماع الأدب ، ترجمة مصطفى المساوي ، مؤسسة نشرة،1984م .
(16) مجلة ” فصول “: اتجاهات النقد العربي الحديث ،الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، فبراير،1991 م.