أخبار

عيد القيامة المجيد.. الكنيسة تحتفل بقيامة المسيح والبابا يشكر السيسي على تهنئته

عيد القيامة المجيد.. احتفال بالرجاء والتجدد وانتصار النور على الظلمة

 

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأحد بعيد القيامة المجيد، أحد أبرز وأقدس المناسبات في التقويم المسيحي، والذي يُجسّد أعظم رموز الإيمان والانتصار على الموت. ويأتي هذا العيد بعد انتهاء فترة “الصوم الكبير”، التي تُعدّ أطول وأعمق مراحل الصوم في الكنيسة، وتمتد لـ55 يومًا، يتهيأ خلالها المؤمنون روحانيًا لاستقبال هذه المناسبة المقدسة.

عيد القيامة ليس مجرد احتفال سنوي بحدث محوري في العقيدة المسيحية، بل هو لحظة فارقة تتجلى فيها أسمى معاني الرجاء، حيث ترمز قيامة السيد المسيح إلى انتصار الحياة على الموت، والنور على الظلام، والحق على الباطل. إنه عيد يوقظ في النفوس الأمل المتجدد، ويبعث برسالة محبة وسلام لكل من ضاق صدره باليأس أو أثقلته هموم الحياة.

ومع إشراقة عيد القيامة، تتردد الترانيم في الكنائس، وترتفع الصلوات من أعماق القلوب، احتفالًا بقيامة السيد المسيح من بين الأموات، في مشهد روحاني عميق يملأ الأجواء بالسكينة والإيمان. إنه وقت للتسامح، للعفو، ولمد جسور العطاء والتكافل، حيث تتلاقى فيه الأسر، وتتآلف فيه القلوب على الخير، ويجدد فيه الإنسان عهده بالقيم الروحية السامية التي تدعو إلى المحبة والتضحية والرحمة.

يتجاوز عيد القيامة طبيعته الدينية ليحمل في طياته بُعدًا إنسانيًا عالميًا، يذكّرنا جميعًا – مهما اختلفت معتقداتنا – بأن خلاص الروح وتزكية النفس هما جوهر التجربة الإنسانية. هو عيد يُوحّد لا يُفرّق، يُلهم لا يُخيف، ويفتح نافذة على عالم أكثر صفاءً، نشتاق إليه في زمن كثرت فيه التحديات، وقلّ فيه الأمل.

كما عبّر قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن امتنانه العميق للرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيدًا بمحبة الرئيس وتهنئته الرقيقة بمناسبة عيد القيامة المجيد، التي وجّهها إلى جميع الأقباط في مصر والمهجر، معتبرًا إياها لفتة طيبة تعكس روح الوحدة والتآخي التي تميز المجتمع المصري.

وخلال ترؤسه قداس عيد القيامة المجيد مساء السبت في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، توجّه البابا بالشكر إلى كافة المسؤولين والشخصيات العامة الذين شاركوا في القداس وحرصوا على تقديم التهنئة، مؤكدًا في كلمته الروحية: “نصلي دائمًا أن يمنحنا الله هذه المحبة ويُديمها، وأن يحفظنا جميعًا في سلامه، ويرفع عنا الحروب والصراعات، ويمنح العالم الهدوء والطمأنينة”.

وأشار البابا تواضروس إلى أهمية الصلاة من أجل مصر، داعيًا أن تظل في حفظ الله وسط ما يشهده العالم من اضطرابات، وأن تبقى أرضًا للمحبة والوحدة، كما عهدها المصريون على مرّ العصور، وقال: “نصلي من أجل بلادنا، أن يحفظها الله وسط صراعات هذا العالم، ويمنحنا دومًا هذه المحبة والوحدة التي تجمعنا، كما اعتدنا دائمًا على أرض مصر”.

وقد بدأت مراسم قداس عيد القيامة في التاسعة مساء، وسط أجواء من الخشوع والبهجة الروحية، فيما شهد محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية تواجدًا أمنيًا مكثفًا وانتشارًا واسعًا لقوات الشرطة لتأمين الاحتفال، ما يعكس حرص الدولة على ضمان سلامة المشاركين في واحدة من أهم المناسبات الدينية لدى المسيحيين.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى