في موقف حاسم يجدد التأكيد على ثوابت السياسة السعودية تجاه القضية الفلسطينية، أصدرت وزارة الخارجية السعودية، فجر اليوم الأربعاء، بيانا شديد الوضوح ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن احتمالية تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل. وجاء في البيان أن موقف السعودية من القضية الفلسطينية "ثابت وراسخ"، مؤكدة أن لا مجال لأي تفاوض أو مساومة على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأوضح البيان أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، كان قد حسم هذا الأمر بوضوح خلال كلمته أمام مجلس الشورى في سبتمبر الماضي، حيث أكد أن أي خطوة تجاه إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل لن تتم إلا بعد تحقيق الشروط السعودية الرئيسية، وعلى رأسها قيام دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967. وأشار البيان إلى أن هذا الموقف ليس جديدًا، بل تم التأكيد عليه مجددًا خلال القمة العربية الإسلامية التي استضافتها الرياض في نوفمبر الماضي، حيث شدد ولي العهد على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. كما دعا إلى الاعتراف الكامل بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لتحقيق سلام عادل ومستدام في المنطقة. وفي موقف يعكس التزام المملكة بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية، أكد البيان رفض السعودية التام لجميع السياسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك الاستيطان، وضم الأراضي، ومحاولات التهجير القسري، مشددًا على أن مثل هذه الممارسات تقوض فرص السلام وتزيد من حدة التوتر في المنطقة. واختتمت الخارجية السعودية بيانها بالتأكيد على أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتم إلا عبر حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية. كما دعت الدول الساعية إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي إلى الاصطفاف إلى جانب الشعب الفلسطيني، والعمل على رفع المعاناة عنه، بما يضمن تحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة.