أخبارمنوعات

خمس ليال يستجاب فيها الدعاء.. هل تعرفها جميعا؟

 

مع اقتراب ليلة النصف من شعبان، تتجدد نفحات الرحمة الإلهية التي تهب على المؤمنين، فتكون هذه الليلة المباركة محطة روحية يتسابق فيها المسلمون إلى التقرب من الله عز وجل بالدعاء والصلاة والأعمال الصالحة. إنها الليلة التي جبر الله فيها بخاطر نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة. فأصبحت بذلك ذكرى تحمل في طياتها معاني الرحمة والمغفرة والاستجابة.

فضل ليلة النصف من شعبان

تعد ليلة النصف من شعبان من الليالي التي يستجيب الله فيها الدعاء، وينتظرها المسلمون طمعا في الأجر والثواب. فهي من الأوقات التي يُرجى فيها قبول الدعوات وتحقيق الأمنيات. وقد أشار العلماء إلى أن هذه الليلة تضاهي في فضلها ليلة القدر، لما تحمله من بركات ورحمة تتنزل على العباد.

ليالٍ لا يرد فيها الدعاء

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “خمس ليال لا يرد فيهن الدعاء: ليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة النحر”. وقد اعتبر أهل العلم أن ليلة النصف من شعبان من الأوقات التي يجب أن يحرص فيها المسلم على الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل.

حقيقة استجابة الدعاء في ليلة النصف من شعبان

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، أن هناك أزمانا وأماكن مباركة يستحب فيها الدعاء، ويرجى فيها القبول، ومنها ليلة النصف من شعبان. فقد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة أنها من الليالي التي يتنزل فيها الله برحمته على عباده، فيغفر لهم ويحقق لهم ما يسألون، إلا لمشرك أو مشاحن.

ومن المواضع التي يستحب فيها الدعاء أيضا: جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات، وعند الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وعند زحف الصفوف في سبيل الله. وساعة يوم الجمعة التي يرجح أنها آخر ساعة من العصر قبل الغروب. وعند شرب ماء زمزم، وفي السجود، وغيرها من الأوقات المباركة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم.

فضلها في الأحاديث النبوية

جاءت العديد من الأحاديث التي تؤكد فضل هذه الليلة المباركة، ومنها ما روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء، فقال: يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله! فقلت: وما بي ذلك. ولكن ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب”. (رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد).

وفي حديث آخر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن” (رواه الطبراني وصححه ابن حبان).

أما عن قيام ليلة النصف من شعبان، فقد روى علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها؛ فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا، ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر” (رواه ابن ماجه).

كيفية إحياء ليلة النصف من شعبان

يستحب للمسلم في هذه الليلة الإكثار من الطاعات، كالصلاة والذكر وقراءة القرآن والدعاء. ومن أبرز الأعمال التي يوصى بها:

  • قيام الليل والدعاء بخشوع وتضرع.
  • الاستغفار والتوبة من الذنوب.
  • صيام يوم النصف من شعبان اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
  • الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
  • الإحسان إلى الآخرين والتصدق على المحتاجين.

ليلة  تستحق الاغتنام

تعد ليلة النصف من شعبان فرصة ذهبية لمن يسعى إلى التقرب من الله ومحو الذنوب ورفع الدرجات. فهي ليلة تفتح فيها أبواب الرحمة وتتنزل فيها المغفرة على العباد. لذا، على كل مسلم أن يغتنمها بالدعاء والعمل الصالح. امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم: “إن لربكم عز وجل في أيام دهركم نفحات. فتعرضوا لها. لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدًا” (رواه الطبراني في الأوسط).

فلنكن جميعا من المستفدين  لهذه النفحات الربانية، ولنسأل الله أن يمن علينا بعفوه ورضاه في هذه الليلة المباركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى