
في ظاهرة فلكية فريدة تتكرر مرتين سنويا، تعامدت الشمس صباح اليوم السبت على تمثال الملك رمسيس الثاني داخل معبده الكبير بمدينة أبوسمبل السياحية جنوب أسوان. حيث اخترقت أشعة الشمس مع الساعات الأولى من النهار جدران وصالات المعبد، لتصل إلى قدس الأقداس وتضيء وجه التمثال الفرعوني، في مشهد مهيب يجسد براعة المصريين القدماء في علم الفلك والهندسة.
وشهد الحدث الفريد أكثر من أربعة آلاف زائر من المصريين والسائحين الأجانب، إلى جانب حضور رسمي ضم محافظ أسوان الدكتور إسماعيل كمال، ومسؤولين من وزارات الآثار والسياحة والثقافة، إضافة إلى قيادات تنفيذية وشعبية بالمحافظة.
وأكد الدكتور فهمي الأمين، مدير عام الإدارة العامة للآثار المصرية واليونانية والرومانية بأسوان، أن الظاهرة الفلكية بدأت في تمام الساعة السادسة وعشرين دقيقة صباحًا واستمرت لمدة عشرين دقيقة، رغم تكاثر السحب التي حجبت أشعة الشمس لفترات متقطعة. وأوضح أن الضوء الذي تسلل إلى قدس الأقداس كون فيضا من النور على تمثال الملك رمسيس الثاني، ثم امتد ليضيء تماثيل الآلهة “أمون ورع حور” التي قدسها المصري القديم. بينما لم يصل إلى تمثال الإله بتاح الذي كان يعتبره المصريون القدماء إله الظلام، مما يعزز الاعتقاد الراسخ لدى المصريين القدماء حول الصلة الوثيقة بين الملك رمسيس الثاني وإله الشمس رع.
وفي سياق متصل، اختتمت اليوم فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون، الذي نظمته وزارة الثقافة تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان، تزامنا مع الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني.
وشهد المهرجان، الذي أقيم خلال الفترة من 16 إلى 22 فبراير، مشاركة 26 فرقة للفنون الشعبية، من بينها 14 فرقة دولية تمثل دولًا مختلفة منها ليتوانيا، بولندا، الصين، اليونان، صربيا، الهند، فلسطين، بنما، كولومبيا، سلوفاكيا، التشيك، الجزائر، تونس، وسريلانكا، بالإضافة إلى 12 فرقة مصرية تمثل مختلف المحافظات، منها بورسعيد، التنورة، شلاتين، العريش، أسيوط، الأنفوشي، مطروح، الوادي الجديد، كفر الشيخ، الشرقية، أسوان، وتوشكى.
وتميزت فعاليات المهرجان بعروض فنية مبهرة تعكس تنوع التراث الثقافي لمختلف الشعوب، كما شهدت ساحات أبوسمبل وأسوان كرنفالات فنية جذبت الزوار وعززت من مكانة الحدث كفعالية ثقافية وسياحية عالمية.
تأتي هذه الاحتفالات في إطار الجهود الرامية إلى الترويج السياحي لأسوان وتعزيز دورها كوجهة ثقافية مميزة، حيث يظل تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني حدثا استثنائيا يجذب الأنظار من جميع أنحاء العالم، ويؤكد عظمة الحضارة المصرية القديمة وإبداعها العلمي والهندسي.