مراد منير يتحدى المنع ويعود من بوابة المسرح المصري بعد خلافه مع تركي آل الشيخ
حسام حفني
فجر المخرج مراد منير مفاجأة جديدة تكشف كواليس صدام قديم بينه وبين المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية فقد أعلن منير أنه كان متفقا منذ أكثر من عام مع المنتج السعودي خالد الراجح على تقديم مسرحيته ابن الأصول في السعودية ضمن أحد المواسم الفنية الكبرى لكن المشروع توقف تماما بعد رفض آل الشيخ وجوده هناك والسبب كما يقول مراد منير منشور قديم كتبه على فيسبوك انتقد فيه أسعار تذاكر مسرحية للنجم محمد هنيدي كانت تعرض وقتها ضمن فعاليات موسم الرياض
القصة تكشف وجها آخر من العلاقة بين الفن والسلطة الثقافية في المنطقة فتركي آل الشيخ لا يتعامل مع الفن من زاوية فنية فقط بل من زاوية إدارة الصورة العامة لمشروعات الترفيه السعودية فهو يريد أن تبقى كل الفعاليات في إطار رؤية موحدة لا مكان فيها لمن ينتقد أو يعارض أو يشكك في جدوى ما يجري لذلك كان رفضه لوجود مراد منير رسالة واضحة إلى كل من يعمل في الوسط الفني بأن المشاركة في موسم الرياض ليست مجرد عمل فني بل التزام كامل بخط المواسم واتجاهها الإعلامي
في المقابل يرى كثير من المثقفين أن المخرج مراد منير لم يرتكب جريمة حين عبّر عن رأيه في أسعار التذاكر لأن النقد جزء من حرية الإبداع وأن استبعاده بسبب رأي مكتوب على فيسبوك يعكس ضيق المساحة المتاحة أمام الفنانين للتعبير عن مواقفهم دون خوف من العقاب أو المنع
لكن المفارقة المثيرة أن مراد منير أعلن عودته القوية إلى الساحة المصرية بعد أن قرر وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو إنتاج مسرحيته ابن الأصول على خشبة المسرح الكوميدي بأحدث مسارح مصر ليبدأ من جديد من بلده التي احتضنت فنه منذ البداية وكأنه يرد على المنع بفعل إيجابي وإصرار على الاستمرار
هنا يصبح السؤال الحقيقي ليس ماذا يريد تركي آل الشيخ فحسب بل ماذا يريد الفن العربي أن يكون هل يريد أن يظل تابعًا لقرارات المؤسسات والوزارات أم يريد أن يحتفظ باستقلاله وقدرته على التعبير حتى لو اختلف مع السلطة إن الصدام بين مراد منير وآل الشيخ هو في جوهره صدام بين حرية الفنان وسلطة المؤسسة بين الرأي الفردي والمشروع الرسمي بين الفن الذي ينتقد والفن الذي يصفق
وفي النهاية يبقى الجمهور هو الحكم الحقيقي الذي يقرر من يستحق البقاء ومن يسقط في اختبار الذاكرة والوجدان






