في الذكرى ال44 لوفاته .. ابن شقيق العندليب يكشف حكايات من منزله
كتب :حسام مجدي
قال الاستاذ محمد شبانة ابن شقيق العندليب عبدالحليم حافظ لصوت الامة العربية ” أحمد الله اننا وفى الذكرى الرابعة والاربعون لوفاة عمى المرحوم عبدالحليم حافظ التى توافق الثلاثون من مارس ان حب الناس يتزايد للعندليب من كل الفئات لدرجة ان الاطفال ايضا يعرفونه ويستمعون اليه وهذه نعمة من الله لانه اخلص فى عمله فكافأه الله بأن يعيش بيننا عمرا على عمره بعد رحيله ويظل حبه يتوارثه الاجيال واعتقد انه الموهبة الوحيدة الذى يغرد منفردا بحب الناس طيلة 44 سنة بعد وفاته
وعن ذكرياته مع العندليب قال أتذكر أننى دائما كنت العب بعوده الخاص لاننى كنت طفل شقى جدا وفى احد المرات كسرت العود وتوقعت انه سيغضب لكنه على العكس تماما لم ينفعل حتى وطلب منه العواد عمل عود خاص له وعود اصغر لى وكان لايتناول طعام افطاره الا بعد استيقاظى لنفطر سويا وادخل عليه كمن يؤدى له التحية العسكرية او تعظيم سلام ثم ياكل بياض البيض فقط ويطعمنى انا صفاره ونتناول العسل سويا وكان يتفائل بوجودى فأحضر البروفات معه وحضرت بنفسى بروفة قارئة الفنجان وحينما كان يقوم بتفصيل ملابس مغربية كان يقوم بعمل اثنين احدهما له والاخرى صغيرة لى من نفس القماش وفى احد المرات لم يلحق بطائرته بسبب تاخره لانشغاله بشراء علبة الوان لى لاننى كنت الولد الوحيد فى الاسرة والبقية من الاناث واضطر حينها للسفر فى اليوم التالى بعد ان تاخر عن طائرته فقد كان بالنسبة لى وللاسرة باكملها مصدر السعادة والبهجة والحب رغم كل ماكان يشعر به من الام
وعن الساعات الاخيرة فى حياة حليم قال نصحوه الاطباء باجراء عملية مهمة لانقاذ حياته لكن خطورتها انها حتما ستؤثر على ذاكرته فقد ينسى بعض التفاصيل فجأة مثلا فرفض العملية تماما خوفا من ان ينسى كلمات احدى الاغنيات على المسرح وخوفا من تاثير هذه العملية على صوته وعلى حالته النفسية ايضا فقال بمنتهى الرضا ( مش هعمل العملية .. يارب اشفينى او ريحنى .. انا تعبت ) فتوفاه الله سبحانه وتعالى بعد ساعات وعاد من لندن محمولاً علي الأكتاف حيث وصل إلى مطار القاهرة فى الساعة الثالثة فجرا يوم 31 مارس وكنت حينها طفل صغير وقبل ان اذهب الى المدرسة فاجئتنى والدتى باننا سنذهب لشقة عمى عبدالحليم وعندما وصلت وجدت كاميرات فى كل حدب وصوب وحالة من الفزع داخل المكان لدرجة اننى شاهدت وبعينى بنت تنتحر من البلكونة واخرى من المنور حينها فقط عرفت معنى الالم والحزن واليتم والضياع
اما عن جثمان حليم الذى قيل انه لم يتحلل الى الان قال والله هذا ماحدث بالفعل فعند تجديد القبر للمرة الاولى منذ عدة سنوات فؤجئت باتصال من التربى وصديق الاسرة الاستاذ الراحل عبدالعليم عون وشيخ مسجد الدندراوى يهللون ويكبرون بفرحة وطلبوا منى النزول معهم لاشاهد عبدالحليم بالفعل كما هو جثة لم تتحلل بعد بعيونه وجفونه ورموشه وشعره الاسود كأنه نائم وليس متوفى وقد فسرها الازهر الشريف ومجمع الفقه الاسلامى عندما سئلناهم بان هذا الامر بسبب العمار بينه وبين ربه واعماله الصالحه ونحن نحتسبه كذلك ولا نزكيه على الله واحب هنا انوه ايضا ان عبدالحليم مات شهيدا لانه صبر على مرضه لم يكن معترضا ابدا بل كان راضى تماما بقضاء الله فهو متوفى مبطون وهذه من الشهادة وينزف وهذه من الشهادة.