أفادت دار الإفتاء المصرية بأن تناول السمك الطافي على سطح الماء جائز شرعًا، سواء توفي بسبب معين، مثل تعرضه للضرب من إنسان، أو إذا انحسر عنه الماء حتى مات، أو حتى إذا مات من تلقاء نفسه، سواء كان راسبًا أو طافيًا. وقد استندت الإفتاء إلى عموم الأدلة التي تبيح أكل السمك، مع التأكيد على ضرورة التأكد من عدم وجود أي ضرر في تناوله.
وفي ردها على استفسار حول حكم أكل السمك الطافي، أوضحت دار الإفتاء أن الأصل في تناول السمك هو الإباحة، استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ﴾ [المائدة: 96].
كما أن السنة النبوية تدل على إباحة تناول ما في البحر من أسماك وغيرها، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الوضوء بماء البحر، فأجاب: «هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ» كما رواه أبو داود والترمذي.
وأيضًا ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أُحِلَّتْ لَكُمْ مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ؛ فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ، فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ» كما رواه ابن ماجه.
وقد اختلف الفقهاء في تحديد السمك الطافي وما يتطلبه ذلك من أحكام شرعية. حيث ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى جواز أكل السمك الطافي سواء توفي بسبب أو بغير سبب.
بينما رأى فقهاء الحنفية أن السمك الطافي هو الذي يموت في الماء دون سبب واضح، وأن أكل هذا النوع محرم، سواء ظهر على سطح الماء أم لا، حيث تكون بطنه موجهة لأعلى. واستندوا في ذلك إلى حديث رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا أَلْقَى الْبَحْرُ أَوْ جَزَرَ عَنْهُ فَكُلُوهُ، وَمَا مَاتَ فِيهِ فَطَفَا فَلَا تَأْكُلُوهُ».
وأوضحت دار الإفتاء أن الرأي المختار في هذا السياق هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء بإباحة أكل السمك الطافي، نظرًا لعموم الأدلة التي تبيح تناول السمك دون استثناء الطافي منه.