بين الموت والأمل: الألغام تعيق عودة السوريين إلى ديارهم
حذرت منظمة هالو تراست البريطانية من انتشار ملايين الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في مساحات واسعة من سوريا. مشيرة إلى أن هذه المخلفات الحربية تشكل تهديدا مباشرا لحياة الآلاف. خاصة مع عودة الكثيرين إلى منازلهم بعد سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد، بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
الحاجة إلى تحرك دولي
دعت المنظمة إلى تكثيف الجهود الدولية لإزالة الألغام والقذائف غير المنفجرة التي تملأ الحقول والقرى والمدن السورية، مؤكدة أن “هذا الجهد ضروري ليس فقط لحماية أرواح مئات الآلاف من السوريين. بل أيضا لتمهيد الطريق نحو سلام دائم”.
وقال داميان أوبراين. المسؤول عن ملف سوريا في هالو تراست: “هذه الألغام لا تميز بين مدني وعسكري. انتشارها في مختلف المناطق يضع العائدين إلى ديارهم أمام خطر يومي، حيث يمر عشرات الآلاف عبر هذه المناطق الملوثة”.
وفي هذا السياق، لقي ثلاثة أفراد من عائلة واحدة حتفهم الثلاثاء الماضي في مدينة تدمر، بعدما انفجر لغم أثناء تفقدهم لمنزلهم المهدم. وفي اليوم التالي. قتل خمسة مدنيين، بينهم طفل، في حوادث مماثلة بمحافظتي حماة ودير الزور، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما أفاد المرصد بأن عام 2023 شهد إصابة ومقتل حوالي 500 شخص بسبب مخلفات الحرب، بينهم نساء وأطفال. وأوضح أن الألغام وحدها أودت بحياة 933 شخصاً، مما يجعل سوريا ثاني أعلى دولة من حيث ضحايا الألغام، بعد بورما التي سجلت 1003 ضحايا.
جهود محلية لإزالة المخاطر
أكدت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أنها تمكنت بين 26 نوفمبر و12 ديسمبر من إزالة وتدمير 491 ذخيرة غير منفجرة. ورغم هذه الجهود، يبقى حجم التحدي هائلاً، مع استمرار وقوع ضحايا يومياً.
تشدد منظمة هالو تراست على ضرورة تعاون دولي واسع النطاق لمعالجة هذه القضية الإنسانية. مؤكدة أن التخلص من الألغام والذخائر غير المنفجرة لا يمثل مجرد مسألة أمنية. بل شرطاً أساسياً لاستعادة الحياة الطبيعية في سوريا وإنهاء إرث الحرب الطويل.