أشرف غراب يوضح: هل يتجاوز الدولار 52 جنيهًا؟
كشف الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، عن أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري خلال الأيام الماضية، مع تقديم رؤيته بشأن الاتجاه المتوقع للعملة في المستقبل القريب. وأوضح غراب أن الارتفاع الأخير يعد تطوراً طبيعياً ناجماً عن مجموعة من العوامل. أبرزها قوة الدولار عالميًا مقابل العملات الرئيسية. وتحويل الشركات الأجنبية أرباحها للخارج بالعملة الأجنبية، بالإضافة إلى استحقاق آجال استثمارات الأجانب في أذون الخزانة المصرية وتحويل جزء منها إلى الدولار. كما أن عمليات إغلاق وتسوية المراكز المالية السنوية للبنوك ساهمت في زيادة الطلب على الدولار. مما أدى إلى ارتفاع قيمته مقابل الجنيه.
موسم شهر رمضان
وأشار غراب إلى أن اقتراب موسم شهر رمضان كان له دور في زيادة اعتمادات شراء السلع الأساسية. مما عزز الطلب على العملة الصعبة. ومع ذلك. شدد على أن هذا الارتفاع لا يثير القلق. بل يعد دليلا على تطبيق سياسة سعر صرف مرن. خصوصا في ظل وفرة النقد الأجنبي لدى القطاع المصرفي. وعدم وجود تأخير في فتح الاعتمادات المستندية، حتى للسلع غير الضرورية.
وتوقع غراب أن يشهد سعر الصرف استقرارا أو حتى تراجعا طفيفا في الفترة المقبلة، مدعوما بعوامل إيجابية، منها ارتفاع صافي الأصول الأجنبية لدى القطاع المصرفي. وتحسن التصنيف الائتماني لمصر من قِبل وكالات دولية، وزيادة احتياطي النقد الأجنبي الذي يقترب من 47 مليار دولار، بالإضافة إلى تراجع الدين الخارجي.
وعلى صعيد التوقعات المستقبلية. رجح الدكتور أشرف غراب أن يتراوح سعر الدولار خلال العام المقبل بين 50 و52 جنيهًا، مع صعود وهبوط في هذا النطاق. وأوضح أن هذا التوقع يستند إلى توقعات بدخول سيولة دولارية جديدة إلى مصر. كما تشمل زيادة تحويلات المصريين بالخارج. وحصول مصر على دفعات تمويلية من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. إلى جانب التدفقات الدولارية الناتجة عن الطروحات الحكومية والاستثمارات الخليجية، خصوصًا من قطر والسعودية.
وأكد غراب أن استمرار تدفق العملة الصعبة. إلى جانب سداد الالتزامات الخارجية وهدوء التوترات الجيوسياسية، خاصة مع تحسن إيرادات قناة السويس، يُعزز استقرار سعر الصرف. مما يجعل من الصعب تخطي الدولار حاجز الـ52 جنيهًا في ظل استقرار الأوضاع الاقتصادية في مصر والشرق الأوسط.