أخبارتقارير و تحقيقات

ترامب يعود إلى الحكم: إصلاحات واسعة أم بداية صدام جديد؟

 

ينتظر العالم بأسره، داخل وخارج الولايات المتحدة، اللحظة الحاسمة اليوم الإثنين. حين يؤدي دونالد ترامب اليمين الدستورية ليبدأ عهده الجديد كرئيس للولايات المتحدة. بعودته إلى البيت الأبيض. تبدأ مرحلة جديدة مليئة بالتوترات والترقب. حيث يتعهد الرئيس الـ47 بإحداث تغييرات جذرية تعكس وعوده الانتخابية المثيرة للجدل.

تستعد الولايات المتحدة لدخول دوامة من التحولات السياسية والاجتماعية، مع توقعات بأن يكون اليوم الأول في ولاية ترامب الثانية مليئًا بالقرارات التي ستعيد تشكيل السياسة الداخلية والخارجية للبلاد. وفقا لشبكة “سي إن إن”. يعتزم ترامب تنفيذ مجموعة من الخطوات الجذرية فور أدائه القسم.كما تشمل مداهمات واسعة لترحيل المهاجرين غير المسجلين، وهو الوعد الذي كان محور حملته الانتخابية، مستهدفًا المدن الكبرى التي تضم كثافات عالية من المهاجرين.

وفي الوقت ذاته، تتجه الأنظار إلى الزنازين التي يحتجز فيها المتهمون في أحداث السادس من يناير 2021. ينتظر هؤلاء بفارغ الصبر تنفيذ ترامب لوعده بمنحهم العفو الرئاسي بمجرد عودته إلى الحكم، وهي خطوة تثير جدلا واسعا بين مؤيديه ومعارضيه على حد سواء.

على الصعيد الدولي، يعيش قادة العالم حالة من الترقب لما قد تحمله الأيام المقبلة من تغييرات في السياسة الأمريكية. ترامب، المعروف بنهجه غير التقليدي، كان قد أعلن سابقًا عن خططه لفرض رسوم جمركية جديدة، وإعادة النظر في التحالفات العالمية، ووضع نهاية لما وصفه بـ”الحروب الطاحنة”. ويرى محللون أن هذه التحركات قد تعيد صياغة موازين القوى على الساحة الدولية وتضع الحلفاء والخصوم في حالة تأهب قصوى.

قرارات تنفيذية بالجملة

ما يزيد من زخم اليوم الأول لترامب في الحكم هو تخطيطه لإصدار أكثر من 100 قرار تنفيذي في الساعات الأولى، وفقًا لمصادر مقربة منه. تشمل هذه القرارات خطوات لزيادة إنتاج الطاقة في البلاد. تشديد الرقابة على الحدود. وتخفيف اللوائح الفيدرالية التي يصفها فريقه بأنها “قيود معطلة”. كما يعتزم ترامب التعامل مع ملف تطبيق “تيك توك”، الذي يواجه موعدًا نهائيًا للحظر، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على التطبيق متاحًا في الولايات المتحدة.

هذا الكم الهائل من القرارات التنفيذية يعكس رغبة ترامب في إيصال رسالة واضحة مفادها أن عودته إلى البيت الأبيض تعني بداية نظام جديد أكثر حزمًا وفعالية. وصرح أحد مستشاريه لشبكة “سي إن إن” قائلاً: “نريد أن نظهر مدى جديتنا منذ اللحظة الأولى.. عاد ترامب، وحان وقت العمل”.

نظام جديد بنهج سريع ومكثف

تصف مصادر مقربة من فريق ترامب هذه العودة بأنها قطيعة حاسمة مع إدارة السنوات الأربع الماضية. هذه المرة، يبدو أن ترامب وفريقه قد تعلموا من دروس فوضى البداية في ولايته الأولى، ويسعون إلى تقديم أداء أكثر تنسيقًا وسرعة. أحد مستشاريه وصف التحركات المرتقبة بأنها “إرسال جورج باتون إلى أوروبا للفوز بالحرب العالمية الثانية”. مشيرا إلى أن كل خطوة مخطط لها بدقة لتنفيذ أهداف ترامب الكبرى في ولايته الثانية.

رؤية مثيرة للجدل بين المؤيدين والمعارضين

بالنسبة لأنصار ترامب، فإن هذه القرارات تمثل انتصارا لنهجه الشعبوي المناهض للهجرة ورغبته في استعادة الهيمنة الأمريكية على الساحة الدولية. أما معارضوه، فيرون فيها بداية مرحلة جديدة قد تكون أكثر جدلا وتوترا من أي وقت مضى. محذرين من تداعياتها السياسية والاجتماعية التي قد تضع الولايات المتحدة في مواجهة تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة.

بينما يستعد ترامب للعودة إلى منصبه. تتجه أنظار العالم نحو البيت الأبيض. حيث يتوقع أن تكون ولايته الثانية بمثابة اختبار كبير ليس فقط للسياسات الأمريكية، بل أيضا لدورها كقوة عظمى في عالم متغير.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى