أخبارتقارير و تحقيقات

هل ينهار اتفاق التبادل؟ حماس تتهم إسرائيل بانتهاك الهدنة ونتنياهو تحت ضغط عائلات الأسرى

في تصعيد جديد للأزمة بين إسرائيل وحركة حماس، أعلنت الأخيرة، أمس الاثنين، تأجيل الجولة المقبلة من إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة. متهمة إسرائيل بانتهاك شروط اتفاق وقف إطلاق النار بشكل ممنهج. وفق ما أوردته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية. في المقابل، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي هذه الخطوة بأنها “انتهاك كامل” للاتفاق. وأصدر تعليماته لجيش الاحتلال برفع حالة التأهب القصوى تحسبا لأي تصعيد محتمل. ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني.

وبحسب الصحيفة، فإن الاتفاق الذي استغرق التوصل إليه أكثر من عام من المفاوضات الشاقة بات على حافة الانهيار. خاصة أن المحادثات حول مرحلته الثانية كانت تعاني بالفعل من تعثر واضح. انهيار هذا الاتفاق لا يهدد فقط العملية التفاوضية. بل يعمّق معاناة المدنيين الفلسطينيين الذين تحملوا 15 شهرا من القصف المستمر ويأملون في إعادة بناء حياتهم. كما يزيد من مخاوف عائلات المحتجزين الإسرائيليين الذين يواجهون المجهول بشأن مصير أحبائهم.

في سياق متصل، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل المحتجز الإسرائيلي شلومو منتسور في قطاع غزة. مما فاقم حالة التوتر. في حين عاد وفد إسرائيلي من محادثات في قطر دون الإعلان عن أي تقدم ملموس. بالتزامن، أصدرت مجموعة تمثل عائلات المحتجزين الإسرائيليين بيانا عاجلا دعت فيه المجتمع الدولي إلى التدخل لإنقاذ ذويهم. مؤكدة أن “الوقت ينفد. ويجب تنفيذ الاتفاق القائم بفعالية لإنقاذ جميع المحتجزين من هذا الوضع المروع”.

وعلى وقع هذه التطورات، صعدت عائلات المحتجزين الإسرائيليين احتجاجاتها، حيث أغلقت، صباح الثلاثاء، الطريق السريع رقم 1 المؤدي إلى القدس، مطالبة بالإفراج الفوري عن ذويهم. ووفق صحيفة “يديعوت أحرونوت”. فإن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تستعد لعقد اجتماع طارئ لبحث مستقبل اتفاق تبادل الأسرى والمرحلة الثانية من الهدنة.

وتزايدت الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. حيث اتهمته العائلات بتعمد تعطيل تنفيذ الاتفاق بدوافع سياسية، ودعته إلى منح فريق التفاوض تفويضا كاملا والتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة لإنجاز المرحلة التالية من الصفقة، التي من المفترض أن تشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين دفعة واحدة.

من جهتها، أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن قرار تأجيل الإفراج جاء ردًا على ما وصفته بعدم التزام إسرائيل بتعهداتها، مشيرة إلى أن الاحتلال لم ينفذ بنود الاتفاق المتعلقة بإعادة النازحين إلى شمال غزة، كما استهدفهم بالقصف، إضافة إلى تأخيره إدخال المساعدات الإنسانية المتفق عليها. المتحدث باسم القسام، أبو عبيدة، شدد على أن التأجيل سيظل قائمًا حتى تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق وتعوّض الاستحقاقات السابقة، مشيرًا إلى أن لغة التهديدات لن تجدي نفعًا وستؤدي إلى مزيد من التعقيد.

في ظل هذا التصعيد، يبدو أن الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ الشهر الماضي بعد جهود وساطة قادتها الولايات المتحدة ومصر وقطر، تواجه اختبارا حاسما قد يحدد مصيرها، إذ شملت مرحلتها الأولى إطلاق سراح 33 محتجزا إسرائيليا مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين. إلى جانب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وعودة الفلسطينيين إلى شمال غزة. غير أن التوترات الأخيرة تهدد بنسف كل ما تحقق، وسط مخاوف من انزلاق الأوضاع مجددًا نحو تصعيد عسكري واسع النطاق.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى