يائير جولان يصعد المواجهة: اتهامات لنتنياهو بعلاقات مشبوهة مع قطر ودعوات لتحقيق جنائي

في تطور سياسي لافت، فتح رئيس الحزب الديمقراطي، يائير جولان، النار على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مطالبا بفتح تحقيق جنائي للكشف عن تورط كبار المسؤولين في مكتبه في تقديم خدمات علاقات عامة لدولة قطر، التي وصفها بأنها “الممول الرئيسي لحماس”. جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي عقده جولان صباح اليوم الخميس. حيث كشف عن معلومات تفيد بأن شخصيات نافذة في مكتب نتنياهو كانت على صلة مباشرة بالدوحة، حتى في خضم الحرب الدائرة حاليا.
وقال جولان في بيانه: “لقد قامت قطر بتمويل حماس بمبلغ 1.8 مليار دولار قبل اندلاع الحرب، وهو المال الذي استخدم في بناء الأنفاق، وشراء الأسلحة، والتحضير للهجوم في السابع من أكتوبر. كما أن قطر لم تكتف بتمويل حماس. بل احتضنت قياداتها مثل إسماعيل هنية وخالد مشعل. والآن تتكشف أدلة صادمة حول وجود علاقات تجارية ومالية بين مكتب رئيس الوزراء وهذه الدولة المعادية”.
وأكد جولان أن الشخصيات المتورطة ليست مجرد جماعات ضغط عادية. بل هم من أقرب مستشاري نتنياهو. ما يثير تساؤلات خطيرة حول القرارات التي تتخذ على أعلى المستويات. وأضاف: “كيف يمكننا التأكد من أن القرارات العسكرية المتخذة خلال الحرب كانت لأسباب أمنية بحتة، وليس نتيجة تأثير مصالح مالية أو سياسية خفية؟ إن تورط مستشاري رئيس الوزراء في معاملات مع دولة تدعم حمااس يعد انتهاكا أمنيا خطيرا. وقد يصل الأمر إلى حد الخيانة”.
وشدد جولان على ضرورة إقالة جميع المتورطين فورا وفتح تحقيق شامل مع كل من كان على اتصال بقطر، بمن فيهم رئيس الوزراء نفسه. وقال: “إذا كان نتنياهو يعلم بكل ما يجري. فهو مسؤول مباشرة عن هذه الفضيحة. وإن لم يكن على دراية، فهذا يعني أنه فقد السيطرة على مكتبه ولم يعد لائقا لقيادة البلاد”.
قضية الوثائق السرية
وكشفت صحيفة “كيشت نيوز” أن إيلي فيلدشتاين، المتحدث العسكري السابق باسم نتنياهو والمتهم في قضية الوثائق السرية، لعب دورا بارزا في تحسين صورة قطر داخل إسرائيل. حيث عمل لصالح شركة دولية ممولة من الدوحة أثناء المفاوضات لإطلاق سراح المختطفين. ووفقا للتقرير. فقد قام فيلدشتاين بتنظيم مقابلات للصحافيين مع مسؤولين قطريين والترويج لدور الدوحة في المنطقة. في الوقت الذي كان نتنياهو نفسه يهاجمها علنا، معتبرا أنها “تخدم حماس”.
وتعززت الشكوك حول هذه العلاقات بعدما كشف المحامي ميخا باتمان، الذي مثل الجندي الاحتياطي آري روزنفيلد، أن موكله سلّم وثيقة سرية تتعلق بقطر إلى فيلدشتاين، في وقت كان الأخير يعمل فيه، وفقًا للتقارير، على تحسين صورة الدوحة. وأوضح باتمان أن موكله كان يعتقد أن فيلدشتاين يتصرف بصفته ممثلًا لرئيس الوزراء، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى معرفة نتنياهو بهذه الأنشطة.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة “هآرتس” في نوفمبر الماضي أن اثنين من مستشاري نتنياهو. جوناثان أوريش وإسرائيل إينهورن، عملا على حملة علاقات عامة لتعزيز صورة قطر قبيل استضافة كأس العالم 2022. عبر شركتهما “بيرسبشن”. وتكشف هذه المعلومات عن شبكة معقدة من العلاقات التي تثير شكوكا حول دوافع بعض قرارات الحكومة الإسرائيلية. في وقت تعيش فيه البلاد واحدة من أصعب الفترات في تاريخها الحديث.
المطالبات بالتحقيق الجنائي في هذه القضية تتزايد يوما بعد يوم. ما يضع نتنياهو تحت ضغط سياسي غير مسبوق. ويفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية حول مدى تأثير المصالح الخارجية على قرارات القيادة الإسرائيلية في ظل الحرب المستمرة.