تأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.. إسرائيل تربط التنفيذ بـ«وقف المراسم المهينة»

في خطوة تثير مزيدا من التوتر بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الأحد، تأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. مبررا القرار بـ«المراسم المهينة» التي تنظمها حركة حماس خلال تسليم الرهائن الإسرائيليين. يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من الترقب الحذر بشأن مصير الهدنة ومستقبل الاتفاقات المبرمة.
وأكد مكتب نتنياهو، في بيان رسمي، أن إسرائيل قررت تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، الذين كان من المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت، وذلك بسبب ما وصفه بـ«الانتهاكات المتكررة من جانب حماس»، في إشارة إلى المشاهد التي رافقت عمليات تسليم الرهائن الإسرائيليين، والتي اعتبرتها تل أبيب «إهانة لكرامتهم» و«استغلالًا دعائيًا». وأضاف البيان أن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين لن يتم إلا بعد ضمان عدم تكرار تلك الممارسات.
ويأتي هذا القرار بعد ساعات من مغادرة المركبات المخصصة لنقل الأسرى بوابات سجن عوفر، قبل أن يُعلن عن تأجيل العملية. وكانت حركة حماس قد نظمت، يوم الخميس، مراسم لتسليم جثامين رهائن إسرائيليين داخل توابيت. ما أثار ردود فعل دولية غاضبة، أبرزها من مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الذي وصف الحدث بأنه «بغيض وقاس» ويتنافى مع القانون الدولي.
وعلى الجانب الفلسطيني، قوبل القرار الإسرائيلي بإدانة واسعة، حيث وصفت حركة حماس تأجيل الإفراج عن الأسرى بأنه «خرق فاضح» للاتفاق، مطالبةً الوسطاء الدوليين بالتدخل والضغط على إسرائيل لضمان تنفيذ الاتفاق وفقًا لما تم التوافق عليه.
وكان من المقرر أن تشمل عملية التبادل إطلاق سراح 620 أسيرا فلسطينيا مقابل ستة رهائن إسرائيليين، في واحدة من أكبر عمليات الإفراج منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار. إلا أن تأجيل العملية ألقى بظلال من الشك على مستقبل الهدنة. خصوصا في ظل استمرار التوتر بين الطرفين وعدم وضوح آفاق المرحلة التالية من المفاوضات.
وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، انتظرت عائلات الأسرى لساعات في أجواء باردة، على أمل رؤية أحبائهم. قبل أن تتبدد الآمال بعد الإعلان الإسرائيلي. وانتشرت مشاهد مؤثرة لذوي الأسرى، بعضهم غادر المكان باكيًا بعد ساعات من الترقب.
ولا تزال المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار غير محسومة، وسط غياب أي اتفاق واضح بشأن ما سيحدث بعد انتهاء الأسبوع المتبقي من الهدنة. ومع تصاعد التوترات، يبقى السؤال مطروحا: هل ستنجح الوساطات الدولية في إنقاذ الاتفاق، أم أن القرار الإسرائيلي يشكل بداية لانهيار مسار التهدئة؟