لبنان يودّع حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في جنازة تاريخية

يشهد لبنان، اليوم الأحد، حدثا تاريخيا مع توافد آلاف المشيعين إلى المدينة الرياضية في بيروت، حيث تقام مراسم تشييع الأمينين العامين السابقين لحزب الله. حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، اللذين اغتالتهما إسرائيل خلال غارات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية. ومنذ ساعات الصباح الأولى، اكتظت الطرقات المؤدية إلى موقع التشييع، فيما غصت الشوارع بالمواطنين المتشحين بالسواد، الذين توافدوا سيرا على الأقدام في مشهد يعبر عن حجم الحزن والحداد الذي يخيم على الضاحية الجنوبية.
ويحظى هذا الحدث بتغطية إعلامية غير مسبوقة في تاريخ لبنان، حيث أفادت التقارير بانضمام أكثر من 600 وسيلة إعلامية إقليمية ودولية لنقل مراسم التشييع لحظة بلحظة، إضافة إلى مئات المؤثرين والفاعلين عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذين يواكبون الحدث من مواقعهم.
وفي السياق ذاته، وصل وفد عراقي كبير إلى مطار بيروت، يضم شخصيات سياسية ودينية وإعلامية وشعبية، للمشاركة في الجنازة، في مؤشر على البعد الإقليمي الكبير لهذا الحدث وتأثيره خارج الحدود اللبنانية.
وبالتزامن مع انطلاق المراسم، امتلأت مدرجات المدينة الرياضية بالمشيعين الذين ينتظرون، في صمت مهيب، لحظة ظهور نعشي نصرالله وصفي الدين. ويطغى على الأجواء مشاعر الرهبة والأسى، فيما يترقب الجميع الحدث الذي يعد الأول من نوعه لحزب الله منذ المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، والتي انتهت بوقف لإطلاق النار بعد أسابيع من التصعيد العسكري.
وبعد انتهاء المراسم، سينطلق موكب التشييع إلى موقع الدفن، حيث وُضعت التحضيرات النهائية في قطعة أرض تقع بين الطريقين المؤديين إلى مطار بيروت الدولي، وسط إجراءات أمنية مشددة.
من جهته، دعا الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، مناصري الحزب إلى أوسع مشاركة ممكنة في مراسم التشييع، معتبرًا أن الحدث ليس مجرد وداع لقياديين، بل هو تأكيد على استمرار النهج والمقاومة، وفق تعبيره. وأضاف قاسم: “نريد تحويل هذا التشييع إلى مظهر تأييد وتأكيد على الخط والمنهج، ونحن مرفوعو الرأس”.
وكانت إسرائيل قد نفّذت عملية اغتيال نصرالله في 27 سبتمبر 2024، عبر سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت الضاحية الجنوبية، فيما لقي صفي الدين المصير نفسه بعد أسبوع واحد، في 3 أكتوبر، خلال هجوم آخر استهدف مواقع تابعة لحزب الله.
ويطرح هذا التشييع تساؤلات حول مستقبل الحزب في ظل غياب أبرز قياداته، كما يعيد رسم معادلة الصراع في المنطقة، حيث تتجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه التطورات في الأيام المقبلة.