السيد هاني: طريق ترامب لمواجهة إيران مليء بالتحديات والمخاطر

في ظل الأزمات المتلاحقة والتوترات المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران، يتناول السيد هاني، نائب رئيس تحرير جريدة “الجمهورية” والكاتب المتخصص في الشؤون الدولية، في تصريحاته التحليلية الأبعاد المعقدة لهذه المواجهة. يشير السيد هاني إلى أن هناك ثلاثة ملفات رئيسية تشكل الأركان الأساسية للأزمة بين أمريكا وإيران، وهي البرنامج النووي، البرنامج الصاروخي، وتمدد النفوذ الإيراني في المنطقة العربية عبر أذرعها العسكرية المتمثلة في “حزب الله”، “حماس”، و”الحوثيين”. ويؤكد السيد هاني أن الولايات المتحدة ترى أن هذه الملفات تمثل تهديدًا للأمن القومي لمختلف حلفائها في المنطقة، ولا سيما إسرائيل وبعض الدول العربية، وهو ما يدفعها للتحرك بشكل متسارع ضد إيران.
كما يلفت السيد هاني إلى أن الإجراءات الأمريكية في الملفات النووية والصاروخية تمثلت في فرض العقوبات الاقتصادية القاسية على إيران، مع السعي لإضعاف اقتصادها من خلال منع تصدير النفط. من خلال هذه السياسات، تأمل الولايات المتحدة في خلق أزمة اقتصادية خانقة تؤدي إلى إضعاف النظام الإيراني ودفع الشعب الإيراني للثورة ضد قيادته. أما فيما يتعلق بالتمدد الإيراني في المنطقة، فقد عملت الولايات المتحدة على تحجيم دور أذرع إيران العسكرية، بما في ذلك دعم إسرائيل لتدمير القدرات العسكرية لحزب الله وحماس، الأمر الذي قلل من فعالية هذه الجماعات، كما يشير السيد هاني.
ويذكر السيد هاني أن جماعة الحوثيين في اليمن تعتبر أحد الأذرع العسكرية لإيران، حيث تستخدمها طهران من حين لآخر لأغراض سياسية وإقليمية، سواء للضغط على السعودية أو لإزعاج إسرائيل. ويرى السيد هاني أن ترامب قد وجد فرصة جديدة للتحرك ضد هذه الجماعة بعد إعلان الحوثيين عن استعدادهم لاستئناف الهجمات على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وهو ما دفعه إلى إصدار أوامر بشن ضربات عسكرية مباشرة ضدهم. هذه الضربات، كما يوضح السيد هاني، كانت بمثابة تحذير قوي من الولايات المتحدة لإيران، خاصة وأن الحوثيين يمثلون أحد أوجه الدعم الإيراني في المنطقة.
في تحليله، يشير السيد هاني إلى أن ردود الفعل من كلا الجانبين كانت حادة، حيث توعد ترامب الحوثيين بالتصعيد العسكري إذا استمروا في تهديد المصالح الأمريكية وحلفائها. كما أطلق تهديدًا مباشرًا لإيران، داعيًا إياها للتوقف عن دعم الحوثيين وإلا ستواجه تبعات شديدة. وأوضح السيد هاني أن ترامب يهدف من هذه التحركات إلى تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة عبر تدمير أذرعها العسكرية، ثم البدء في التفاوض معها حول الملفات النووية والصاروخية. ولكن، كما يذكر السيد هاني، فإن التحديات التي يواجهها ترامب في هذا السياق أكبر مما تبدو عليه، حيث تدخل قوى مثل روسيا والصين على خط الدعم لإيران، مما يجعل الطريق أمام الولايات المتحدة أكثر صعوبة وتعقيدًا.
وفي ختام تصريحاته، يعرب السيد هاني عن رأيه بأن طريق ترامب في القضاء على النفوذ الإيراني مليء بالعقبات والتهديدات، وأن ما يحدث اليوم هو مجرد بداية لمرحلة أكثر تعقيدًا، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية، الأمر الذي سيشكل تحديًا كبيرًا في المستقبل.