دمشق ترحب بقرار الأمم المتحدة للتحقيق في أحداث الساحل السوري

محمود الشوربجي – ذكرت الحكومة السورية، أمس، الجمعة، أنها تابعت باهتمام التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية، حول أحداث الساحل السوري وما تضمنه من خلاصات أولية، إلا أنها أبدت “ملاحظات منهجية” أبرزها “إغفال السياق الذي جرت فيه الأحداث أو التقليل من أهميته”؛ ارتباطًا بالوضع الحقوقي في سوريا، ورحبت دمشق، بقرار الأمم المتحدة للتحقيق في الانتهاكات وتحسين سجل البلاد في مجال حقوق الإنسان.
وفي بيان للحكومة السورية، أنها تابعت مضمون تقرير منظمة العفو الدولية التي دعتها إلى التحقيق في مجازر الساحل بوصفها “جرائم حرب”، بعدما أودت بحياة قرابة 1700 مدني غالبيتهم علويون.
وشهدت منطقة الساحل خصوصًا يومي 7 و8 آذار / مارس الماضي أعمال عنف، اتهمت السلطات مسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد بإشعالها عبر شن هجمات دامية على عناصرها.
كما أرسلت السلطات على إثرها تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ارتكابها ومجموعات رديفة لها مجازر وعمليات “إعدام ميدانية”، أسفرت عن مقتل نحو 1700 مدني غالبيتهم الساحقة من الأقلية العلوية.
وفي تقرير الخميس، دعت منظمة العفو الدولية الحكومة السورية إلى “ضمان محاسبة مرتكبي موجة عمليات القتل الجماعي التي استهدفت المدنيين العلويين في مناطق الساحل”، معتبرة أنه “يتعين التحقيق” في المجازر باعتبارها “جرائم حرب”.
أحداث الساحل السوري
وقالت الحكومة السورية في بيان ليل الجمعة إنها تابعت “باهتمام التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية، حول أحداث الساحل السوري.. وما تضمنه من خلاصات أولية تترك للجنة الوطنية المستقلة للتحقيق وتقصي الحقائق مهمة تقييمها وفقا للتفويض والاستقلالية والصلاحيات الواسعة الممنوحة لها بموجب قرار رئاسي”.
إلا أنها أشارت إلى “ملاحظات منهجية” أبرزها “إغفال السياق الذي جرت فيه الأحداث أو التقليل من أهميته”. مشيرة إلى أن الأحداث بدأت “باعتداء غادر وبنيّة مسبقة للقتل شنته فلول النظام السابق، مستهدفة قوات الأمن العام والجيش”.
وأضافت “نجم عن ذلك غياب مؤقت لسلطة الدولة، بعد استشهاد المئات من العناصر، ما أدى إلى فوضى أمنية تلتها انتقامات وتجاوزات وانتهاكات. وقد أخذت اللجنة الوطنية على عاتقها التحقيق في هذه الانتهاكات وإصدار نتائجها خلال ثلاثين يوما”.
وأكدت الحكومة “مسؤوليتها الكاملة عن حماية جميع مواطنيها، بغض النظر عن انتماءاتهم الفرعية. علاوة على ضمان مستقبلهم في دولة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات”.
وقضت عائلات بكاملها، بما فيها نساء وأطفال ومسنون. واقتحم مسلحون منازل وسألوا قاطنيها عما إذا كانوا علويين أو سنة، قبل قتلهم أو العفو عنهم. وفق شهادات ناجين ومنظمات حقوقية ودولية.
ووثق المسلحون أنفسهم عبر مقاطع فيديو قتلهم أشخاصا بلباس مدني عبر إطلاق الرصاص من مسافة قريبة، بعد توجيه الشتائم وضربهم.
وأرغمت أعمال العنف هذه، وهي الأسوأ منذ إطاحة الأسد في ديسمبر، أكثر من 21 ألف شخص على الفرار نحو لبنان المجاور. بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وشكلت الرئاسة السورية لجنة تحقيق في تلك الأحداث، أعلنت في 25 آذار/مارس أنها جمعت عشرات الإفادات حتى الآن. مؤكدة في الوقت نفسه أن الوقت لا يزال مبكرا لإعلان نتائج التحقيقات.
من جانبه، تعهد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بمحاسبة كل من “تورط في دماء المدنيين”. مؤكدا في الوقت نفسه أنه لن يسمح بجر البلاد إلى “حرب أهلية”.
الوضع الحقوقي في سوريا
ارتباطا بالوضع الحقوقي في سوريا، رحبت دمشق الجمعة بقرار الأمم المتحدة للتحقيق في الانتهاكات. وتحسين سجل البلاد في مجال حقوق الإنسان.
ولم يلق القرار معارضة أثناء التصويت عليه في مجلس حقوق الإنسان في جنيف.
ويدعو القرار الحكومة السورية الجديدة إلى دعم التحقيقات في الجرائم التي ارتكبت في أثناء الصراع الذي بدأ في 2011.
ويشير هذا القرار إلى دعم الدول الأعضاء في المجلس وعددها 47 للحكومة السورية الجديدة وجهودها لتحسين سجلها الحقوقي.
وقال حيدر علي أحمد، سفير سوريا لدى الأمم المتحدة في جنيف، أمام المجلس “بشكل عام تنظر سوريا إلى مشروع القرار بإيجابية وتعتبره متوازنا… تقدر سوريا الدعم والمساندة التي تلقتها من العديد من الدول الصديقة التي أعلنت استعدادها للتعاون مع الحكومة السورية. وهذا الدعم يعد حافزا قويا لمواصلة مسيرة الإصلاحات وتحقيق تطلعات الشعب السوري في السلام والاستقرار والتنمية”.