أخبار

تصاعد التوتر في اليمن: غارات أميركية وعمليات عسكرية حوثية ترفع من حدة التصعيد الإقليمي

 

في تصعيد جديد ينذر بتعقيد المشهد الأمني في اليمن والمنطقة، نفّذت الطائرات الحربية الأميركية سلسلة غارات جوية استهدفت عدة مديريات يمنية خاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين. وأكد مصدر أمني أن الطيران الأميركي شن ست غارات على مديرية آل سالم، وأربع غارات أخرى على مديرية كتاف، بالإضافة إلى ثلاث غارات طالت مناطق شرقي مدينة صعدة، معقل الجماعة في شمال البلاد.

وفي إطار توسيع نطاق العمليات، أشار المصدر إلى أن مديرية الظاهر في محافظة البيضاء كانت أيضًا هدفًا للقصف الأميركي، إلى جانب عدة غارات أخرى استهدفت مناطق متفرقة في محافظة عمران. يأتي هذا التصعيد ضمن الحملة الجوية التي أطلقتها الولايات المتحدة في الخامس عشر من مارس/آذار الماضي، والتي تستهدف مواقع لجماعة أنصار الله الحوثيين على خلفية هجماتهم في البحر الأحمر ومحيطه.

في المقابل، أعلنت القوات المسلحة التابعة لجماعة أنصار الله الحوثيين عن إسقاط طائرة أميركية من طراز MQ-9، والتي كانت تقوم بمهام “عدوانية” في أجواء محافظة حجة، وفقًا لبيان رسمي صدر عن الجماعة. وتُعد هذه الطائرة واحدة من أبرز الطائرات بدون طيار التي تستخدمها الولايات المتحدة في تنفيذ مهام استطلاعية وهجومية دقيقة.

ولم تقتصر ردود الفعل الحوثية على الدفاعات الجوية، بل شملت أيضًا تنفيذ عمليتين عسكريتين نوعيتين، استهدفت الأولى قاعدة “سودة ميخا” ومطار “بن غوريون”، فيما استهدفت الثانية هدفًا حيويًا داخل الأراضي الإسرائيلية، بحسب ما ورد في بيان الجماعة. وتُظهر هذه العمليات توجهًا واضحًا من الحوثيين نحو توسيع دائرة المواجهة لتشمل الساحة الإقليمية، بما يعكس تشابك الأجندات في النزاع اليمني مع الملفات الدولية الأوسع.

وتعيش المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين في اليمن تحت وطأة غارات جوية شبه يومية، تصاعدت حدّتها منذ إطلاق الحملة الأميركية. ويخشى مراقبون أن تؤدي وتيرة التصعيد إلى زعزعة أكبر للاستقرار في اليمن، لا سيما مع ارتباط الصراع الحالي بمواقف إقليمية ودولية متشابكة، أبرزها الموقف من الحرب في غزة، والصراع على النفوذ في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

في ظل هذا التصعيد المتواصل، يظل مستقبل التسوية السياسية في اليمن غامضًا، وسط مخاوف من انزلاق البلاد إلى مرحلة أكثر تعقيدًا من الصراع، ما لم يتم كبح جماح التصعيد العسكري وتفعيل قنوات الحوار الإقليمي والدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى