أخبار

تطورات إقليمية تؤجل افتتاح المتحف المصري الكبير.. ومصريون على التواصل:”لعنة توت تتجدد”

 

في خطوة عكست تأثير الأوضاع الإقليمية على الأجندات الثقافية في مصر، تقرّر إرجاء الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الذي كان مقرّراً في الثالث من يوليو المقبل. ويأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه المنطقة ظروفاً غير مستقَرَّة على خلفية التوتّرات التي تلقي بظلالها على دول الجوار، ما دفع السلطات المعنية إلى اتخاذ خطوة التأجيل حرصاً على أن يتمّ الافتتاح في ظروف مناسبة تليق بأهمية المتحف على الخريطة الثقافية والسياحيَّة للعالم.

وأعلنت الجهات المعنية أن موعد الافتتاح الجديد سيحدَّد لاحقاً في الربع الأخير من العام الجاري، بعد التنسيق الكامل مع الأطراف المختلفة بما يضمن أن يتمّ إطلاق هذا المعلم الثقافي في صورة تتناسب مع عظمة الحضارة المصريَّة وتاريخها العريق ويضمن في الوقت ذاته مشاركة دولية واسعة للترويج له على أفضل صورة.

وأكّدت السلطات أن المتحف المصري الكبير سيواصل استقبال زواره ضمن سياق الافتتاح التجريبي المطبّق حالياً، على أن يتم تحديد موعد رسمي لاحق للتدشين الكامل في الربع الأخير من عام 2025.

وأثار القرار تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي التي شهدت آراء مختلفة حول سبب التأجيل. حيث كتب إبراهيم خميس معلقاً: “للأسف، المتحف المصري الكبير هيتأجل افتتاحه مرة أخرى بسبب الأوضاع في المنطقة… كان لازم يتم في موعده عشان نعبر للعالم أن مصر آمنة.” وأضاف ماجد مجدي أن القرار يرسل إشارة غير مناسبة للعالم ويؤثر على صورة الأمان في مصر، معتبراً أن الافتتاح كان يصلح أن يتم في موعده للترويج لمصر سياحياً في ظل التوتّر حولها.

وأبدت شروق تفهّماً للتأجيل نظراً لما تشهده الأوضاع الإقليمية حالياً، لكنّها لم تفوّت الفرصة للتعليق بأسلوبٍ ساخرٍ على استمرار تأجيل افتتاح المتحف مرة بعد أخرى، وربطت هذه التغيرات بـ“لعنة توت” التي لاحقت العمل في المتحف على مدار السنوات. “حتى توت غير راضي على الأوضاع”، هكذا كتبت شروق في منشورها على فيس بوك.

كما رأى آخرون أن القرار منطقي نظراً للتوتّرات التي تشهدها المنطقة. وفي هذا السياق، ذكرت رباب أن رئيس الحكومة رأى أن التريّث في الافتتاح أفضل في ظل الأوضاع الحالية. لكنّها لم تتخلَّ عن روح الدعابة في تعليقها على استمرار التأجيل بقولها: “نشتغل في المتحف منذ أن كنت في بداية الجامعة… لكنّ اللعنة لازالت قائمة!”

يبقى أن افتتاح المتحف المصري الكبير يحمل أهمية سياحيَّة وثقافيَّة غير عادية لمصر ويعتبر جزءاً محورياً في رؤية الترويج السياحي التي تتبنّاها السلطات ضمن خطّتها للتنمية المستدامة والنهوض بقطاع السياحة في السنوات القادمة. لكنّ الأوضاع الإقليمية التي تشهدها المنطقة ألقت بظلالها على هذه الرؤية وأجّلت إطلاق صرحٍ كان العالم يترقّب افتتاحه بكلّ شغفٍ على مدار السنوات الخمس الماضية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى