فيديو.. مدن أوروبا تنتفض للتنديد بالمجاعة القاتلة في غزة.. متى تتحرك الحكومات لفك الحصار؟

انتفضت مدن أوروبية رئيسية اليوم الجمعة، في مقدمتها العاصمة الألمانية برلين والعاصمة النمساوية فيينا، عن صمتها، ورفعت صوت الشارع عاليًا احتجاجًا على المجاعة المتفاقمة في قطاع غزة، والتي تسببت في وفاة العشرات، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية منذ مطلع مارس الماضي.
برلين.. قمع المتظاهرين وتجاهل رسمي
في قلب العاصمة الألمانية، بالقرب من موقع “تشيك بوينت تشارلي” التاريخي، تجمّع قرابة 300 متظاهر، رافعين لافتات تُدين سياسة التجويع وتطالب برفع الحصار المفروض على غزة. شعارات مثل “إسرائيل تجوع غزة”، و”افتحوا البوابات”، و”أوقفوا الإبادة الجماعية” صدحت بها حناجر المتظاهرين في مشهد ينذر بانفجار غضب أوروبي متصاعد تجاه المأساة الإنسانية.
Berlin police once again showered their brutality on protesters who raised their voices for Gaza’s hunger. pic.twitter.com/BhiFQuHJU6
— The Resonance (@Partisan_12) July 24, 2025
لكن هذا الحراك السلمي قوبل بردّ عنيف من قبل الشرطة الألمانية التي دفعت بما لا يقل عن 120 عنصرًا، استخدم بعضهم الضرب والركل لتفريق المتظاهرين. وأسفر ذلك عن وقوع إصابات في صفوف المحتجين، في وقت وصفت فيه السلطات التظاهرة بأنها “تهديد للأمن العام”، وأمرت بتفريقها الفوري.
فيينا.. وقفة أمام الخارجية النمساوية
في العاصمة النمساوية فيينا، نُظّمت وقفة احتجاجية أمام مبنى وزارة الخارجية، حيث رفع المشاركون شعارات تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي وفتح المعابر فورًا. المحتجون حمّلوا حكوماتهم الأوروبية المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه ما وصفوه بـ”التجويع المتعمد والممنهج” لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة، بينهم مليون طفل.
🇵🇸🇩🇪 A mother in Berlin expresses solidarity with the Palestinian mothers in Gaza. pic.twitter.com/qTC6usUBmV
— Jackson Hinkle 🇺🇸 (@jacksonhinklle) July 24, 2025
مأساة إنسانية في غزة
ووفق آخر إحصاء صادر عن وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 113 حالة وفاة، بينهم أطفال ومسنون، بعد تسجيل حالتي وفاة جديدتين خلال الساعات الماضية. وتشير التقارير الطبية إلى تدهور سريع في الأوضاع الصحية، حيث تستقبل المستشفيات مئات الحالات يوميًا تعاني من أعراض خطيرة بسبب الجوع الحاد، تشمل فقدان الوعي، ضعف الذاكرة، وهزال شديد في الجسد، في ظل شحّ كارثي في الأدوية والأسِرّة.
A sit-in was held in Vienna, Austria to show solidarity with starved Palestinians in Gaza. pic.twitter.com/YpEhmX39lD
— PALESTINE ONLINE 🇵🇸 (@OnlinePalEng) July 24, 2025
منظمات دولية تدق ناقوس الخطر
وحذرت منظمات أممية، من بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، من خطر وقوع كارثة إنسانية شاملة في غزة، خاصة في شمال القطاع حيث يفتقر السكان إلى الغذاء والمياه النظيفة. أما وكالة “أونروا”، فقد أكدت الأحد أن إسرائيل تجوّع مليون طفل في القطاع، مطالبة بتدخل دولي عاجل.
🇵🇸 Demonstrasi di depan Kementerian Luar Negeri Austria🇦🇹 di Wina untuk mendukung Gaza & mengutuk genosida & perang kelaparan Zionist Yahudi di Gaza.#StopGazaGenocideNOW #GazaStarving #FreePalestine ❤🇵🇸 pic.twitter.com/5089HwRCpV
— Isti_F (@IFyou_611) July 25, 2025
الحصار مستمر.. متى يتحرك العالم؟
منذ الثاني من مارس 2025، أغلقت إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ومنعت دخول الغذاء والدواء، مما فاقم منسوب الكارثة الإنسانية. وبينما تواصل الحكومات الأوروبية التعبير عن “القلق”، يزداد الضغط الشعبي على صناع القرار للتحرك واتخاذ موقف جريء يضع حداً للحصار ويدفع باتجاه فتح المعابر فورا.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مُلحًا: متى تتحرك الحكومات؟ ومتى تتحول الإدانات والتصريحات إلى أفعال حقيقية تنقذ أرواح المدنيين في غزة؟