مأساة على الطريق.. رحيل الطالبة “مريم” بعد تضحيات والدتها لتحقيق وصية الأب

كتب :حسام حفني
في مشهد يعكس قسوة القدر ومرارة الفقد شيعت إحدى القرى الصغيرة بالدقهلية أمس جثمان الطالبة الجامعية مريم التي لقيت مصرعها في حادث أليم أثناء توجهها إلى جامعتها تاركة خلفها قصة تختصر معاني الكفاح والتضحية والأحلام المؤجلة.
مريم الطالبة المجتهدة لم تكن مجرد ابنة وحيدة لأمها بل كانت الحلم الذي تعلق به والدها الراحل قبل وفاته إذ أوصى بأن تكمل تعليمها الجامعي لتصبح ما لم يستطع هو أن يكونه.
وبعد رحيله حملت الأم الوصية على عاتقها وباعت ما تملكه من ذهب كان كل ما تبقى لها من زينة العمر كي تسدد مصروفات الجامعة وتفتح الطريق أمام ابنتها نحو المستقبل.
لكن القدر لم يمهل “زهرة الدار” كما يلقبها جيرانها ففي صباح يوم الحادث خرجت مريم بابتسامتها المعتادة تحمل كتبها وأملها الكبير إلا أن طريق الجامعة خطفها فجأة ليعود الخبر إلى بيتها مكسور القلب وتتحول دموع الأم إلى صرخة وجع لا تنطفئ.
المأساة لاقت صدى واسعا بين أهالي القرية الذين وصفوا مريم بالفتاة الخلوقة المتفوقة وأكدوا أن رحيلها المبكر ليس خسارة لأمها فقط بل للمجتمع كله فيما طالب بعضهم الجهات المسؤولة بتحسين إجراءات الأمان على الطرق التي يمر بها آلاف الطلاب يوميًا لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث.
قصة مريم تظل شاهدة على أم وهبت كل ما تملك وابنة لم تكتمل رحلتها في الحياة لتترك رسالة موجعة بأن الأحلام قد تسرق في لحظة لكن الأثر يبقى خالدا في القلوب.