تعرف على البطل الذي اجبر العدو الاسرائيلي على دفنه وتحية جثمانه

يسجل التاريخ العسكري المصري صفحات مضيئة من البطولات والتضحيات ويأتي في مقدمتها اسم الشهيد محمود علي الجيزي صف ضابط بالصاعقة البحرية المصرية واحد ابطال حربي الاستنزاف واكتوبر الذي تحول الى اسطورة بعد ان اجبر العدو الاسرائيلي على منحه التحية العسكرية عند دفنه تقديرا لشجاعته النادرة
ولد الجيزي بطبيعة صارمة وجسد قوي وكان بطل مصر في الملاكمة قبل التحاقه بالقوات المسلحة وخلال حرب الاستنزاف شارك في عشرات العمليات الفدائية خلف خطوط العدو حيث نجح في تنفيذ ما يقرب من ستين عملية ضد القوات الاسرائيلية كما تمكن من اسر اول جندي اسرائيلي وحمله على كتفيه لعبور قناة السويس وتسليمه للقيادة المصرية ومن ابرز عملياته آنذاك كمين جبل مريم عام الف وتسعمائة وثمانية وستين الذي اسفر عن تدمير عربتين للعدو ومقتل ستة جنود بينهم قادة بارزون
وخلال حرب اكتوبر عام الف وتسعمائة وثلاثة وسبعين تولى الجيزي قيادة مجموعة دفاع عن ميناء الادبية بالسويس في مواجهة انزال بحري اسرائيلي اظهر مع رجاله صمودا كبيرا رغم التفوق العددي والتكنولوجي للعدو حتى فجرت القوات الاسرائيلية مبنى ادارة الميناء ليسقط معظم افراد المجموعة شهداء بينما نجا الجيزي بعد ان قفز من الطابق الثاني
واصل الجيزي القتال منفردا حيث لجأ الى استراحة مهندسين بمحجر جبل عتاقة وقضى هناك تسعة ايام كاملة متخفيا لا يملك سوى بندقية وخنجر وخلال تلك الفترة كان يخرج ليلا ليصطاد جنود العدو واحدا تلو الآخر ويعود محملا بسلاحهم ومؤنهم ليصبح مصدر رعب وذعر للقوات الاسرائيلية
وفي الرابع والعشرين من اكتوبر عام الف وتسعمائة وثلاثة وسبعين حاصرته القوات الاسرائيلية داخل الاستراحة وطالبوه بالاستسلام عبر مكبرات الصوت لكنه رفض وقرر مواجهة العدو حتى النهاية دارت معركة شرسة استمرت احدى عشرة ساعة متواصلة قاوم فيها ببسالة نادرة حتى انهار المبنى بالقصف فوق جسده
وبحسب شهادات اسرائيلية نقلت للملحق العسكري المصري في تل ابيب فقد اجبر صمود الجيزي وبطولته الجنود الاسرائيليين على دفنه بايديهم واداء التحية العسكرية لجثمانه اعترافا بشجاعته واحتراما لتضحياته
وهكذا خلد التاريخ اسم الشهيد البطل محمود علي الجيزي كأحد اعظم مقاتلي الجيش المصري ورمزا للفداء والاقدام الذي يفرض على العدو قبل الصديق احترامه