27 عاما من السير حول العالم.. مغامرة كارل بوشبي الاستثنائية

حسام حفني
يعد المغامر البريطاني كارل بوشبي واحدا من ابرز الرحالة في العصر الحديث بعد ان قضى اكثر من سبعة وعشرين عاما في محاولة فريدة من نوعها للمشي حول قارته دون استخدام اي وسيلة نقل بدأ بوشبي رحلته في الاول من نوفمبر عام 1998 من مدينة بونتا اريناس في جنوب تشيلي واضعا هدفا واحدا امامه وهو اكمال اطول رحلة مشي مستمرة في التاريخ تعود به الى بلده انطلاقا من قدميه فقط
اطلق بوشبي على مشروعه اسم جوليات اكسبدشن وهو تحد جسدي ونفسي هائل قطع خلاله ما يقرب من سبعة واربعين الف كيلومتر عبر القارات مرورا بغابات وارض جليدية وصحارى ومحيطات مجمدة وحدود سياسية معقدة وتعد تجربته واحدة من اكثر مغامرات المشي تطرفا وصعوبة
وقد واجه بوشبي خلال رحلته سلسلة من العقبات القاسية كان ابرزها عبور فجوة دارين بين كولومبيا وبنما وهي منطقة وعرة وسميكة بالغابات تعد من اخطر المناطق في العالم كما تمكن من عبور مضيق بيرينغ بين الاسكا وروسيا على الجليد في خطوة اثارت اهتمام المستكشفين حول العالم وتسببت القيود الحدودية والتاشيرات في تعطيل مساره سنوات عدة خاصة اثناء وجوده في روسيا وامريكا الوسطى واسيا الوسطى
وفي عام 2024 اضطر بوشبي الى اجتياز بحر قزوين سباحة بمساعدة فريق مرافق بعدما واجه عوائق تتعلق بالحدود والتاشيرات ورغم المخاطر واصل تنقلاته وصولا الى اوروبا عبر تركيا حيث بدأ في عام 2025 مراحل الرحلة الاخيرة التي ستقوده الى بلده بريطانيا وهو ما ينتظره الالاف من متابعي مغامرته الطويلة
واعتمد بوشبي في مغامرته على قاعدة صارمة وضعها منذ البداية وهي الا يعود الى وطنه الا عندما يصل اليه سيرا على الاقدام وهو ما جعله يعيش عقودا من الترحال معتمدا على شغفه بالمغامرة وقوة تحمله
فرحلة كارل بوشبي تبقى واحدة من اطول واجرا مشاريع المشي في التاريخ الحديث وهي قصة ارادة وبقاء وتحد شخصي صنعت لنفسها مكانا بارزا في سجل الاستكشافات العالمية بينما ينتظر العالم ان يغلق الرحالة البريطاني الدائرة التي بدأها منذ اكثر من ربع قرن





