مراقبة صحية دولية لمتحورات فيروسية معروفة دون وجود فيروس جديد يثير قلقًا عالميًا

كتبت – رانا تامر كمال

تتابع الهيئات الصحية الدولية في الوقت الراهن التطورات المتعلقة بعدد من الفيروسات والمتحورات المعروفة، مع التأكيد على عدم وجود فيروس جديد تمامًا يثير قلقًا عالميًا واسعًا.

ورغم ذلك، تبقي منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية في عدة دول أنظارها موجّهة نحو مستجدات المتحورات الفيروسية وتطوراتها لضمان الاستجابة السريعة عند الحاجة.

متحوّرات فيروس كورونا: استمرار الرصد دون حالة طوارئ عالمية

لا يزال فيروس كورونا (كوفيد-19) يفرز متحوّرات جديدة من وقت لآخر، الأمر الذي يعد جزءًا من مسار الفيروس الطبيعي. ومن بين أبرز السلالات التي ظهرت مؤخرًا متحور “إي جي.5″ (Eris) و**”نيمبوس” (NB.1.8.1)** ومتحور JN.1، والتي دعت منظمة الصحة العالمية إلى مراقبتها نظرًا لقدرتها على الانتشار السريع. ورغم ذلك، تشير التقييمات الصحية إلى أن هذه المتحورات لا تغير من مستوى الخطورة بشكل جذري، بل تتطلب متابعة دقيقة واستمرار الالتزام باللقاحات الموسمية.

فيروس ماربورغ: رصد حالات محدودة واستنفار احترازي

سجلت خلال الفترة الأخيرة حالات إصابة بفيروس ماربورغ في مناطق محددة مثل إثيوبيا. الفيروس، المعروف بخطورته وانتمائه لعائلة فيروسات إيبولا، أثار استعدادات احترازية في بعض الدول المجاورة، إلا أنه ليس فيروسًا جديدًا، بل فيروس معروف تاريخيًا ويسجل ظهورًا متقطعًا في بؤر صغيرة.

فيروس جديد شبيه بكورونا في الخفافيش: تحت الدراسة العلمية

أعلن باحثون عن رصد فيروس شبيه بفيروسات كورونا لدى نوع من الخفافيش في شمال البرازيل. وما زالت الدراسات جارية لتحديد خصائص هذا الفيروس وفهم احتمالات تأثيره المستقبلي على البشر. وتشدد الجهات العلمية على أن هذه الاكتشافات جزء من المراقبة الروتينية للفيروسات الحيوانية المنشأ ولا تعني وجود خطر مباشر.

الفيروسات الموسمية: نشاط متزايد ضمن المتوقع

تشهد بعض الدول ارتفاعًا في الإصابات بعدد من الفيروسات الموسمية التقليدية، ومنها:الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) الذي يصيب الأطفال خصوصًا.

مرض اليد والقدم والفم (HFMD) الذي ينتشر في مواسم معينة بين الصغار.

وتؤكد الجهات الصحية أن هذه الأمراض معروفة ولا تشكّل تهديدًا عالميًا كتلك التي تسببها الفيروسات الناشئة.الهيئات الصحية: اليقظة مطلوبة والتطعيمات الموسمية ضرورية

تشدد السلطات الصحية العالمية والمحلية على أن الفيروسات المنتشرة اليوم هي إلى حدّ كبير سلالات معروفة أو متحورات من فيروسات سابقة.

وتوصي بالاستمرار في الرصد الوبائي وتلقي اللقاحات الموسمية للإنفلونزا وكوفيد-19، خصوصًا لدى الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.

وعلى الرغم من الحديث المتكرر عبر منصات التواصل الاجتماعي حول ظهور “فيروس جديد”، تؤكد المعطيات العلمية الحديثة عدم وجود تهديد فيروسي جديد يثير القلق عالميًا. ومع ذلك، فإن استمرار المتابعة العلمية والمراقبة الصحية يظل عنصرًا أساسيًا في الاستعداد لأي تطورات محتملة، بما يعزز من جاهزية الأنظمة الصحية للحفاظ على السلامة العامة.