بورترية الفنان إسماعيل يس…اسهاماته الفنية في سطور

يعد الفنان الراحل إسماعيل يس واحد من اعظم نجوم الكوميديا في السينما المصرية والعربية وصاحب شخصية مرحة وحضور طاغ جعلته محبوب الجماهير عبر الاجيال فقد ولد عام 1912 في القاهرة لاسرة بسيطة وعاش طفولة مليئة بالتحديات والظروف الصعبة لكنه وجد في الفن والمسرح وسيلة للتعبير عن نفسه ولتنمية موهبته الفطرية في الكوميديا منذ الصغر وكان يتمتع بخفة دم وذكاء اجتماعي مكنه من لفت الانظار الى شخصيته حتى قبل ان يصبح نجما سينمائيا

وقد بدأ إسماعيل يس مشواره الفني في المسرح حيث تعلم فنون الاداء والارتجال وصقل موهبته بخوض تجارب متنوعة على خشبة المسرح واطلق لنفسه اسلوبا كوميديا خاصا يجمع بين الفكاهة والعفوية والتفاعل المباشر مع الجمهور وظهر بوضوح انه يمتلك قدرة فريدة على ايصال النكتة والابتسامة بطريقة طبيعية ومرحة وسرعان ما انتقل الى السينما في الاربعينيات ليصبح احد اهم نجوم الكوميديا في العصر الذهبي للسينما المصرية

كما تميز الفنان الراحل بقدرته على تقديم شخصيات متنوعة بين الرجل الطيب البسيط والفتى المغامر والزوج المضحك والصديق الظريف كما كان يجيد المزج بين الكوميديا والدراما الخفيفة بطريقة تجعل الجمهور يعيش الحدث ويضحك ويشعر بالراحة في الوقت نفسه واصبحت اغلب افلامه تحمل رسائل اجتماعية بطريقة ساخرة تلامس الواقع المصري والعربي بطريقة مبتكرة

وقد قدم عددا هائلا من الافلام التي اصبحت علامات في تاريخ السينما المصرية مثل إسماعيل يس في الجيش إسماعيل يس في البوليس إسماعيل يس في الجامعة اسعد يوم في حياتي افلام اخرى كثيرة جسد فيها شخصيات مختلفة بشكل متقن وحافظ على اسلوبه الفريد الذي جعل الجمهور ينجذب اليه مهما اختلفت الاحداث والموضوعات

وقد كان إسماعيل يس شخصية محبوبة بروح الدعابة والطيبة والاخلاق العالية وكان مقربا من زملائه في الوسط الفني وكان محبوب بين جميع من تعامل معهم وعرف عنه تواضعه ودماثة خلقه وحرصه على تقديم فن راق يجمع بين التسلية والقيم الاجتماعية وكانت حياته مليئة بالاحداث والقصص الشيقة التي زادت من شعبيته وهالته في الوسط الفني والجمهور

ورحل الفنان عن عالمنا عام 1972 تاركا ارثا فنيا ضخما وحضورا دائما في ذاكرة السينما المصرية ولا تزال افلامه تعرض لجمهور جديد من كل الاجيال ليبقى رمزا للكوميديا الراقية والموهبة التي لا تتكرر والحضور الطاغي الذي جعل منه اسطورة في الفن الكوميدي العربي ويظل اسمه مرتبطا بالضحك والبهجة والفن الصادق الذي يصل الى قلوب الناس بسهولة