بورترية رشدي اباظة أيقونة الفن المصري

رشدي اباظة واحد من اكثر نجوم السينما المصرية حضورا وتأثيرا وصاحب كاريزما فريدة جعلته يحتل مكانة خاصة في قلوب الجماهير عبر اجيال متعددة ولد عام 1926 لاسرة ارستقراطية في حي سيدي بشر بالاسكندرية وكان ينتمي الى عائلة معروفة بالمكانة الاجتماعية والثقافة الرفيعة كما ورث خليطا من الاصول المصرية والايطالية وهو ما اكسبه ملامح جذابة وحضورا مختلفا عن بقية نجوم عصره
منذ شبابه الاول كان رشدي اباظة محبا للرياضة والانشطة الاجتماعية وامتلك شخصية قوية واثقة جعلت الكثيرين يتوقعون له مستقبلا لامعا في اي مجال يختاره ورغم انه تلقى تعليما جيدا وتحدث عدة لغات اختار عالم الفن الذي سحره وجذبه الى اضوائه رغم عدم ترحيب اسرته في البداية لكن تصميمه على شق طريقه دفعه الى مواصلة حلمه
دخل عالم السينما في اواخر الاربعينيات بخطوات متواضعة لكنها ثابتة وواجه في بدايته صعوبات عديدة بسبب المنافسة القوية لكنه سرعان ما اثبت نفسه بفضل موهبته الطبيعية وقدرته على تقديم اداء يجمع بين العفوية والانضباط وبين القوة والنعومة في آن واحد وامتلك قدرة نادرة على التعبير بنظراته وصوته ما جعله قادرا على تجسيد الشخصيات الرومانسية والشريرة والطيبة والكوميدية دون انفصال او مبالغة
كانت فترة الخمسينيات والستينيات العصر الذهبي لرشدي اباظة حيث قدم مجموعة واسعة من الافلام التي شكلت علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية من بينها امراة على الطريق الزوجة رقم 13 وا اسلاماه الساحر صراع في النيل الرجل الثاني وايامنا الحلوة وكانت هذه الاعمال شهادة على تنوعه وقدرته على الهيمنة على الشاشة بما يمتلكه من جاذبية شخصية وصدق في التمثيل
وقف رشدي اباظة امام اكبر نجمات السينما وكون مع كل منهن ثنائيات فنية ناجحة تركت اثرا كبيرا مثل فاتن حمامة شادية سعاد حسني هند رستم لبنى عبد العزيز وغيرهن وكان قادرا على مجاراة اداء كل منهن بأريحية كبيرة وهو ما منح اعماله قيمة فنية وانسانية لا تزال حاضرة حتى اليوم
بعيدا عن الاضواء كان رشدي اباظة معروفا بروحه المرحة وطيبته وشهامته فكان محبوبا بين زملائه في الوسط الفني وكانت علاقاته الاجتماعية مليئة بالاحترام والمودة عاش حياة مليئة بالاحداث والقصص وارتبط اسمه دائما بالاناقة والنبل والرجولة وكان قريبا من جمهوره وزملائه على حد سواء
ورغم مسيرته الممتلئة بالنجاحات عاش رشدي اباظة فترات صعبة في نهاية حياته بسبب المرض لكنه ظل يعمل حتى اخر يوم فيه ايمانا منه بان الفنان يعيش ما دام يقدم فنا ويرى جمهوره في انتظاره
رحل عام 1980 لكنه ترك وراءه ارثا سينمائيا ضخما وحضورا لا يغيب وافلاما يشاهدها الجمهور حتى يومنا هذا لتبقى صورته في الذاكرة رمزا للجاذبية والموهبة والاداء الصادق وليبقى رشدي اباظة واحدا من اعظم من مروا على شاشة السينما المصرية والعربية بدون منافس في كاريزمته وروحه الخاصة






