مقالات

دكتورة  أميرة حجازي استشاري تخطيط تكتب : الدبلجة بين الفن و الصناعة 

 

 

الدبلجة هى عملية تقنية لاستبدال الصوت الاصلى للعمل المصور سواء كان فيلم ، مسلسل أو برنامج بلغة أخرى و ذلك بعد ترجمة النص الاصلى ، مما يسمح للجمهور بفهم المحتوى بلغتهم الام مع مراعاة ان يكون الأداء الصوتى المدبلج يحاكى نبرة المشاعر الأصلية للعمل.

ظهرت الدبلجة فى فرنسا فى أواخر العشرينات تزامنا مع السينما الناطقة كبديل للترجمة و بعد ذلك انتشرت فى العالم العربى بداية من المغرب ثم الكويت و الأردن.

و للدبلجة فوائد عديدة منها :

■ حققت الانتشار الثقافى لصالح البلد المنتج مما ساهم فى حدوث تقارب بين البلدان المختلفة و التعرف على عاداتهم و تقاليدهم و أيضا قضاياهم الحياتية و مشاكلهم الإجتماعية ، فضلا عن المردود المادى الناتج عن تلك الصناعة.

■ وسعت نطاق المشاهدين لأنها سمحت للجمهور بمشاهدة المحتوى بلغتهم مما ساعد الأعمال فى الوصول إلى شرائح اكبر من الجمهور العالمى فى ثقافات مختلفة.

■ حافظت على تجربة المشاهدة الممتعة لأنها تضمن مشاهدة طبيعية دون الحاجه للتشتت لقراءة الترجمة النصية خصوصا فى افلام الرسوم المتحركة.

ومن عيوبها :

ثقافيا:

■ طمس اللغة الأساسية للعمل و الحد من انتقالها و انتشارها و التعرف عليها مما يؤثر ذلك على الاندماج مع العالم و التعرف على لغات مختلفة و مواكبة المعرفة.

اقتصاديا:

■ أثرت الدبلجة على توزيع الأعمال المحلية لصالح الأعمال و الإنتاج الاجنبى لتزايد الإقبال عليه من قبل الجمهور مما جعل المنافسة قوية و شرسة فى سوق التسويق و التوزيع.

كما شهدت صناعة الدبلجة تطورا هائلا إلى قطاع تجارى متنام ، لكونها تندرج تحت قائمة الموارد الثقافية التى تضخ الأرباح إلى الاقتصاد بشكل كبير، فقد امتلكت شركات الدبلجة استوديوهات تسجيل خاصة و مدبلجين محترفين واليوم تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير الكفاءة و خفض التكاليف.

و كان للدبلجة انعكاسا مباشرا على الاقتصاد فى الشرق الأوسط أيضا و مع انتشار منصات التحول الرقمى مثل شاهد و نتفلكس تحولت الدبلجة إلى سلعة ذهبية رائجة ، فالمنصات تتنافس و الجمهور يطلب محتوى معربا مما دفع الحكومات إلى دعم قطاع الإعلام الرقمى و وضعه من ضمن استراتيجياتها لتنويع اقتصادياتها و هذا التدخل يجعل من الدبلجة صناعة إبداعية و استثمارية فى آن واحد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى