تقارير و تحقيقات

وفاة 18 ألف مريض بـ”الوهن العضلي” يومياً..بسبب اختفاء “المينستنون”

دعاء رحيل

انتشر مؤخراً فى الوسط الطبي  النقص الشديد فى أدوية الأمراض المزمنة، والتي تعرض الكثير من المرضي إلى الوفاة. فظهر مؤخراً اختفاء أدوية مرضى “الوهن العضلي”، وتعريض حياة 18 ألف مريض لخطر للوفاة يوميًا، وهو ما يضر بمنظومة الصحة في مصر، ويهدد بحياة المرضى عند تأخر تناول الأدوية، والذي يؤكد المسئولين اختفاءه تمامًا من الأسواق، وسيطرة السلاسل عليه بمضاعفة سعره.

 

قال محمد عبد العاطي، مريض بالوهن العضلي بمحافظة قنا، من اختفاء دواء “المينستنون”، وعدم وجوده بالصيدليات وأنه كان يسافر شهريًا إلى القاهرة ويذهب لكل الصيدليات حتى يجد الدواء، والآن يرسل أقاربه لعدم قدرته على الحركة، موضحًا أن الكمية الموجودة بالصيدليات قليلة جدًا ولا تكفي جميع المرضى وأن العبوة الواحدة المستوردة 150 قرص بمبلغ 369 بعدما كان بـ190 جنيهًا.

 

وأكد أن المشكلة ظهرت منذ عام 2014 وبدأ استغلال الصيدليات وتخزينهم للدواء حتى يتم رفع سعره قائلًا “أصبحنا مش لاقينه بالسعر القديم ولا الجديد.. ميبقاش مرض واختفاء الدواء”، ونادى المسئولين بتوفير هذه الأدوية الحيوية في كل المحافظات والتي تكلف حياة الكثير من المرضى يوميًا.

 

 

 

الوهن العضلي

وفقًا لتعريف الجمعية الأمريكية للوهن العضلي، هو مرض عصبي نادر يصيب الجهاز المناعي والتنفسي والعضلات، فيحدث لهم نوعًا من التذبذب والضعف بعد انتشار بكتيريا وأجسام مضادة تسمى “TrophyremaWhipplei” تهاجم الجسم وتسبب له ضعف ووهن شديدان.

 

وتقول منظمة الصحة العالمية، إن الوهن العضلي هو المرض الوحيد الذي تختلف أعراضه من شخص لآخر، فيحدث المرض بأشكال عدة، منها تدلي الجفون وتراخي عضلات العين، وضعف عضلات الجهاز التنفسي والمناعي والكثير من عضلات الجسد ككل، خاصة في منطقة الوجه والفم والبلعوم، وقد يتدهور الحال إلى أن يصاب الجسد بالتوقف الكامل، والمرض نادر الحدوث، ويتم علاجه بالمضادات الحيوية طويلة المدى أو المفعول وبعض العلاجات المنزلية، وقد يتم حجز الحالة في المستشفى وفقًا لخطورتها ودرجة تدهورها.

 

لا يوجد حلول فعلية

ومن جانبه، أوضح الدكتور محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء، أن هناك مأساة حقيقية يتعرض لها ١٨ الف مريض يموتون يوميًا، وهم مرضى الوهن العضلي أو الضمور العصبي، والذين يشكون حالتهم الصحية واختفاء الدواء منذ عامين، مؤكدًا أنه تحدث مع كل صاحب قرار لحل هذه الأزمة، وهي مازالت موجودة دون حلول فعلية حتى الآن.

 

وأشار “فؤاد” أن دواء مرضى الوهن العضلي أو الضمور العصبي معروف باسم “مينستنون” وهو نوع من 11 نوع دواء، ومختفى تمامًا من الصيدليات ويعرض 18 ألف مريض فقدان حياتهم كل يوم. موضحًا أن الدواء يتم إنتاجه لصالح شركة حكومية، وهي الاسكندرية للأدوية، وأن البديل يتم استيراده لصالح شركة مالتي فارما. المملوكة للدكتور أحمد العزبي رئيس غرفة صناعة الدواء، ويتم تهريبه وبيعه في السوق السوداء.

 

وأضاف المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء، أن هناك بديل مصري لدواء “ميستنيون” واسمه “بيستنيون”. والمريض يتلقى في الجرعة الواحدة 5 أقراص وهو اختفى نهائيًا. مضيفًا “هو لما يبقى فى مواطن في الجمهورية مش لاقي الدواء بتاعه من سنتين مفروض يعمل ايه ويروح لمين، يعني ابعت شكوي لمين مثلا يمكن يرحم الناس دي ويرحم أهاليهم؟”، كما نادى بضرورة توفير الأدوية للمرضى.

القضاء على الاحتكار

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور محمد عز العرب، مؤسس وحدة أورام الكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن “الميستينون 60” ليس مختفى تمامًا ولكن هناك نقص كبير فيه، مشيرًا إلى أن الدكتور محمود فؤاد مدير المركز المصري أطلق عدة صيحات لوجود استغاثات من المرضى لعدم توفير هذا الدواء وهذا ما يجعلنا نريد القضاء على أي سياسة احتكارية.

 

وأشار “عز العرب”، أن سوق الدواء الدولي مفتوح، ففي عام 2016 كان هناك مبادرة رئاسية و186 مليون دولار وتم استيراد أكثر الأدوية الحيوية التي نحتاج إليها كما أن السوق العالمي به كل الأدوية و”الميستنيون” موجود في عدة مصادر بنفس الجودة وبه اعتمادات ولكن المشكلة الحقيقية في السياسة الاحتكارية لأن الشركات المنتجة تريد دائمًا رفع الأسعار فتلجأ إلى نقص وتعطيش السوق من المنتج مؤكدًا إنه إذا كان الأمر مقبولًا في المنتجات الاستهلاكية فهو غير مقبول تمامًا في مجال الأدوية التي تؤثر على صحة الإنسان، مطالبًا بتوفيره من عدة مصادر وفتح استيراده لأنه دواء أساسي ووهن العضلات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى