كتب/ حسام مجدي
إحدى أعضاء عائلة الحلو لترويض الأسود والحيوانات المفترسة وواحدة من الاضلاع المكملة لمثلث أولاد الأسطورة محمد الحلو، الذين ورثوا حب المهنة عن جدهم ووالدهم وقرروا رفع اسم الحلو إلى عنان السماء.
ذلك المثلث الذي بدأته الملكة لوبا الحلو التي عرفت بالمرأة الحديدية تيمنا بلقب جدتها الراحلة محاسن الحلو، أما الضلع الثاني فكان من نصيب الكابتن أوسا الحلو، التي بدأت مشوارها بدعم وتشجيع والدها وشقيقتها ليكتمل بعد سنوات الضلع الثالث للمثلث بظهور أدم الحلو ابن الملكة لوبا الذي استطاع رغم صغر سنه أن يدخل مجال ترويض الأسود، ليثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أن عائلة الحلو كانت ولا تزال رقم واحد في مصر في مجال ترويض الحيوانات المفترسة.
سبع بنات هن عدد بنات الأسطوة محمد الحلو، لم يعشق فيهن مهنة ترويض الحيوانات المفترسة سوى اثنتين هما لوبا و أوسا، فمنذ نعومة أظفارهما وكانت الأسود ملئ السمع والبصر بمنزلهما، وعلى الرغم من أن لوبا بدأت مشوارها مبكرا جدا قبل أن تكمل عامها الرابع الا أن أوسا بدأت ممارسة فن الترويض بعد أن أطفأت شمعتها الثالثة عشر وذلك بمساعدة والدها الفنان الراحل وشقيقتها.
تعيش أوسا وسط الأسود، حتى أنها تربي بعضهم في منزلها، تداعبهم وتمرح معهم وتحتضنهم وتغازلهم، لوالدها بالتأكيد الفضل الأكبر فيما وصلت إليه من حب لهؤلاء الحيوانات حيث اشترط تفوقها الدراسي أولا وربط ذلك بمكافأة وهي مساعدتها على تدريب الأسود فكان لها ماأرادت، حتى أصبحت الآن أوسا الحلو واحدة ممن يشار لهن بالبنان في عالم ترويض الأسود والنمور على غرار شقيقتها الكبرى الملكة لوبا الحلو .
ورغم خطورة عملها إلا أنها تكن حبا لا حدود له للحيوانات وخاصة الأسود ولها طريقة خاصة جدا كباقي أفراد عائلة الحلو في التعامل مع الاسود حيث تتعامل معهم بحنان شديد وتطلب منهم أن يتناولوا طعامهم بفمهم فقط وذلك لأن غريزة الافتراس لدى الاسود أو النمور تبدأ باستخدام أياديهم وبالتالي فهي علم تام بسيكولوجية كل حيوان تتعامل معه وذلك بعد أن اكتسبت خبرة كبيرة مكنتها من التعامل السليم مع حيواناتها.
ستة عشر عاما قضتها أوسا في مهنة تدريب وترويض الحيوانات المفترسة، حققت فيها المعادلة الصعبة بشكل متوازن بين أنوثتها واستخدامها لمنتهى الحزم وعدم الخوف مع حيواناتها.
الأسد في تصورها أرحم بمراحل من بني الإنسان، وعلى الرغم من جمالها وثقافتها وجاذبيتها إلا أنها ترفض أن ترتبط بشخص يمنعها من مواصلة عملها الذي تعشقه إلى حد الجنون، ورغم مخاطرة دمج الاسود مع النمور في مكان واحد إلا أنها تستطيع أن تقدم عرضا سحريا يبهر جمهور الحاضرين بالاثنين معا لتحوز بذلك على حب واحترام الكبار قبل الصغار.
والدها البطل محمد الحلو هو كلمة السر في نجاحها لانه أول من علمها التعامل مع الحيوانات وقام بتدريب أغلبهم وبالتالي استطاعت من خلال تدريباته أن يكون لديها المقدرة على التحدث مع الاسود باستخدام لغة العيون، فضلا عن مناداة كل أسد باسمه الذي يحفظه عن ظهر قلب.
ما ان تدخل قفص الأسود الا وتلزم الجميع باحترامها والخضوع الكامل لسيطرتها وتنفيذ أوامرها، ولا يعرف الخوف مكانا لقلبها، ولاتنزعج في الاعتراف بان الإصابات جزء من حياتها في التعامل مع الأسود، لكن هذا أبدا لن يثنيها عن عملها كمدربة أو حتى يقلل من حبها يوما لحيواناتها المفترسة سواء أكانت أسودا أم نمور