ثقافة و فن

الروائي السيناوي عبدالله السلايمة ومخاتلات التابو المجتمعي عبر العادات والتقاليد البدوية

الروائي السيناوي عبدالله السلايمة

ومخاتلات التابو المجتمعي عبر العادات والتقاليد البدوية

 

كتب / حاتم عبدالهادي السيد

يدخلنا / عبدالله السلايمة ـ منذ البداية ـ في روايته صحراء مضادة الى تفاصيل الأحداث مباشرة ، وتلك لعمرى مهارة تحتسب له دون أن يعوّل إلى الزمان والمكان ،حيث يبدأ فى وصف المقهى الذى يجلس اليه بالقرب من عيادة طبيب الأسنان، ورغم سخطه على المقهى فى طريقة تقديمه للقهوة ،إلا أن الأحداث تتداعى فيشاهد فتاة تترنّح على بعد أمتار منه فيهبّ لنجدتها لتبدأ أحداث الرواية مع ” ضحى” تلك الفتاة التى رفضت حياة البادية وعاداتها وتقاليدها خاصة فى أمور الزواج، إذ البنت محجوزة لابن عمها دون مراعاة لأى حق لها فى اختيار شريك حياتها، بينما كان قلبها يميل الى معلمها ” غريب” ذلك الذى جاء من محافظة ” الدقهلية”، وبما أن والدها قد حاز على شهادة جامعية فأراد الوقوف فى مجابهة تلك التقاليد البالية ، إلا أن القبيلة تتصدى له بالتهديد ” بالتّشميس” وهو العقاب الرادع لزجره باعتباره مطروداً من القبيلة وهى بريئة من “همّه ودمه” أى فى أى شيء قد يصيبه من مكروه يلمّ به من أى أحد.. وتهرب الفتاة لتقابل “عارف” ذلك الطبيب الذى يسكن بمفرده فيرقّ لحالها رغم عدم إفصاحها له عن همومها ، لتبدأ أحداث الرواية بمعاناتها ومحاولتها الانتحار بقطع شريان يدها وهى فى شقة عارف ذلك الطبيب النبيل الذى لم يحاول استغلالها كصيد رخيص ، أو فريسة ينهش جسدها ، بل تراه يتعامل معها برقى وتحضّر، بل يقع فى غرامها، مما يدفعه فى النهاية – مع توالى الأحداث – ليذهب إلى “العريش” بشمال سيناء حيث مسقط رأس أبيها الذى عاد إليه بعد تحرير سيناء من المحتل وعودتها إلى مصر. إلا أنه أمام ما تعرض له من ضغوط وصدامات مع عشيرته، وعقابهم له ” بالتّشميس” بعد نجاح ابنته فى الهروب حين أجبروها على الزواج من رجل فى عمر أبيها، لم يكن أمامه من خيار غير العودة إلى ” عين شمس” بالقاهرة حيث عاش فيها ما يقارب من خمسة عشر عاماً، أكمل خلالها تعليمه الجامعى، وتزوج بزميلته، وأنجب ابنته الوحيدة “ضحى”. إلا أن قبيلته ظلت تلاحق ابنته،ثم أطلقوا عليها النار ـ ذات يوم ـ وهذا أقل ما تستحقه فى نظرهم جرّاء ما جلبته عليهم من عار بحبها ” لغريب”، إلا أن القدر ينجيها من الموت، لتشهد فيما بعد ضدّ من حاول الاعتداء عليها من شباب قبيلتها وشيخ العشيرة المحرض الأول لهم . وهو مشهد أراد الكاتب فيه انتصار العلم على تقاليد البادية القديمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى