من دهب إلى القاهرة.. رحلة رعب على متن جو باص
راكبة تتقدم بشكوى ضد سائق "جو باص": إهانة وقيادة متهورة على الطريق

كتبت: رانيا سمير
“لم أتخيل أن تكون رحلتي الأخيرة مع شركة جو باص بهذا الشكل المهين والمخيف، لا لمشاعري كراكبة، بل لحياتي نفسها.” بهذه الكلمات بدأت إحدى الراكبات شهادتها عن ما وصفته بـ”أسوأ تجربة سفر في حياتها”، وذلك خلال استقلالها حافلة تابعة لشركة “GoBus” من مدينة دهب إلى القاهرة.
الراكبة، قالت إنها وصلت إلى مكتب جو باص في دهب الساعة الثانية والنصف ظهرًا، استعدادًا لرحلتها التي كان موعدها المحدد في الثالثة. فوجئت بالزحام بسبب تأخر الحافلة السابقة، وبينما كانت تحاول التواصل مع السائق للتأكد من هويته، تجاهل اتصالاتها مرارًا، رغم أنه كان ينظر إلى الهاتف دون رد. وعندما حاولت الحديث معه، “قابلني بتصرف فظ وعبارات غير لائقة”، حسب وصفها.
وأضافت: “عندما عرضت عليه التذكرة، غادر في لا مبالاة، وكأن عليّ الركض خلفه حتى يوافق على السماح لي بالصعود. تركنا ننتظر في الشمس الحارقة، ورفض أن يقترب بالحافلة لتحميل الأمتعة، واضطر الموظفون إلى حمل الشنط بأنفسهم”.
ولم تكن هذه بداية المشاكل فقط، فالسائق – بحسب ما أوضحت الراكبة – كان يتعامل مع الركاب بحدة، ورفض السماح لهم بتغيير أماكنهم في الحافلة رغم أن عددهم لا يتجاوز أربعة أشخاص. وبرر رفضه بأن “الشركة ستعاقبه إن خالف التعليمات”، وكأن المسألة استعراض سلطة وليس مرونة مع المسافرين.
أما على الطريق، فقد كانت الكارثة الأكبر: “سائقنا كان مشغولًا بالهاتف طوال الوقت. لم يكن ينتبه للطريق، وفوجئنا بقافلة من الجِمال تعبر طريق سانت كاترين، وكدنا نتعرض لحادث مأساوي بسبب عدم تركيزه.” وأضافت: “كنت أراقبه وأصور كل شيء. كان يشاهد فيديوهات ويتحدث هاتفيًا بلا انقطاع، رغم المنحنيات الخطيرة على الطريق الجبلي”.
وتتابع: “في الاستراحة الأخيرة قبل نفق الشهيد أحمد حمدي، أخبرنا فجأة أن علينا تغيير الحافلة. رفضت، وقلت له: لست راكبة ميكروباص بل شركة محترمة – على الأقل كنت أظنها كذلك. وعندما تحدثت إلى مسؤول بالشركة، أكدت رفضي وطلبت محاسبة هذا السائق غير المؤهل”.
وتضيف الراكبة أن السائق كان يتعمد التعامل معهم بعدائية، حتى في أدق التفاصيل مثل تشغيل التكييف، الذي تركه على أدنى درجة رغم حرارة الطريق، “وعندما اشتكينا، زاد درجة التبريد فجأة، وكأنها لعبة شخصية”.
وتستطرد قائلة: “عند نقطة التفتيش في النفق، رفض السائق مساعدتنا في إنزال الحقائب، واكتفى بمراقبتنا، كأننا لسنا ركابه بل خصومه. وحين زجرته أمام الضابط قال ببجاحة: مش شغلتي!”
كما تحدثت الراكبة عن تصرف غير مسؤول كاد يؤدي إلى فقدان أحد الركاب لبطاقته، إذ قام السائق بتوزيع بطاقات الركاب عند الوصول، لكنه ألقى بطاقاتهم على جانب المقعد بلا اهتمام، مما أدى لضياع بطاقة أحد الشباب الذي لم يستطع العثور عليها بعد مغادرة السائق المكان.
واختتمت الراكبة شهادتها بالقول: “عرضت الصور والفيديوهات التي وثقت بها ما جرى على مشرف الشركة، وكان مذهولًا وقال إنها مصيبة. لكني أؤكد أنني لن أكتفي بشكوى داخلية. هذا السائق غير مؤهل، ولا يملك أي شعور بالمسؤولية تجاه أرواح الناس. سأتابع الأمر قانونيًا، لأن حياة الركاب ليست لعبة بيد شخص مهمل”.
وأكدت الراكبة أنها لم تكتفِ بسرد تجربتها، بل قامت بتقديم شكوى رسمية إلى إدارة شركة جو باص، وتم تسجيلها تحت رقم “280165”، مطالبة بفتح تحقيق جاد ومحاسبة السائق على ما وصفته بـ”سوء معاملة جسيم، واستهتار بحياة الركاب”. كما أكدت تمسكها بحقها القانوني في اتخاذ الإجراءات اللازمة، إذا لم يتم التعامل مع الشكوى بجدية واستجابة واضحة من الشركة.






