إيمان المهدي تكتب ..المرأة والكابوس
“ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم”
حقاً إنه لكابوس مُفزع أن تتعرض المرأة نِصف الكون لهذا الهوان والإمتهان وأن تدفع وحدها ضَريبة إنحطاط أخلاقي لتصرُف سافل يصدُر من شِرزمة من البشر ويكون من بينهم أقرب الناس إليها أو لأن تدفع حياتها ثمناً باهظاً لإبتزاز رخيص من شابين وقحين ممن يحترفون إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي وبرامج الكمبيوتر ويستخدمونها في تركيب صوراً إباحية لفتاة في مُقتبل عُمرها فتكون المسكينة ضحية لينة العود طيبة السُمعة وأُضحية سهلة النَحر بعدمَا قامَا بتهديدها بتلك الصور الفاضحة.
جريمتين أخلاقيتين هزتا أرجاء القُطر المصري خلال الشهرين الماضيين، هُما واقعتين كِليهما أسوأ وأكثر إنحطاطاً من الأُخرى تعرضّن لهُن الكريمات الثيبات والأبكار مِمَن خٌلقن من ذلك الضِلع الأعوج، تلك الجرائم المدبرة للأسف من “الذكر” وما هو أبداً يستحق لقب “رجُل” المفترض وأن يكون ذلك العاقل الرشيد مُكتمل الدين الذي يغار على أهل بيته أو أهل بلدته ولكنه للأسف يتحول لذئب بشري ينهش في أعراض مكسورات الجناح ولسمعتهن يستباح تحت تهديد نشر فضائح أو تهديدٍ بسلاح.
إن جريمة فتاة الدقهلية التي إستدرجها أخوها للأراضي الزراعية من أجل أن يُسهل لصديقه الشيطان سبيل الإعتداء عليها ونهش لحمها في وضح النهار وسولت له نفسه الفاجرة بأن يُدبر تلك الجريمة مع أخيه الأكبر من أجل عرضٍ دُنيوي رخيص مهما غَلى ثمنه وعَلى شأنه فهو في أسفل السافلين، أي ميراث هذا الذي يبحثان عنه وأي ترَكة تِلك الذين يطمعان فيها وقد تركا طواعية ومع سبق الإصرار والترصد لحمهما يُنهش من ذئب كانوا هُما أحد أفراد قَطيعه، بل والأدهى إِذ يقوم الأصغر بتجريد أُخته من سِترها ويكشف عورتها أمام صديقه بدلاً من أن يبحث عن أوراق شجرٍ يواري بها سوءاتها، فألبسه الله لباس الخِزي والعَار إلى يوم يُبعثون.
على الجانب الآخر كانت جريمة إبتزاز الزهرة البرئية بنت محافظة الغربية التي تعرضت لجريمة إلكترونية لعينة مثل من إمتهنها فهُما ملعُونان في الأرض وفي السماء، إذ يقوما بإبتزاز سُمعتها ويضرباها في مقتل بدم بارد ودون مُواربة ولا خجل ثم يٌقدمان على نشر صورها الفاضحة من أجل إجبارها على علاقة آثمة أو دفع مُقابل مادي رخيص، ليكونا سبباً أصيلاً في إقدامها على إزهاق روحها البريئة لبارئها تاركة خلفها رسالة تُدمي القلوب لمن يقرأ ثنايا حروفها ويستشعر بالغُصة والألم الذين يعتصرا قلب من يفهم سطورها فيعتصر كمداً لموت تلك الزهرة الرقيقة جراء تلك الجرائم التي للأسف لن تكون الأخيرة ولن يُطفئ لهيب قلوبنا غير القصاص من الشابين اللذين تسببا بسلوكهما غير المشروع في فقد إبنتنا الغالية وانتحارها، مؤكدين أننا لن نتنازل عن حق بسنت التي راحت ضحية التنمر والشائعات الكاذبة المغرضة.
واقعتين شاذتين صارتا كالكابوس اللعين يراود أحلامنا حتى في اليقظة فيروع سكينتنا ويؤذي مشاعرنا، فصرنا نستلهب نيران الكراهية لكل ذَميم الخلق دَميم الطبع. كل هؤلاء الذئاب البشرية نسوا وصايا رسولنا الكريم بأن يُحسنوا إلى نِساءنا وأن يستوصوا بهن خيراً؛ وأن يُحسنوا تربيتهن ويتقوا الله فيهن ليكونن لهم ستراً من النار. وقد بشّر النبي بالجنة من أحسن رعاية الإناث من أخوات وبنات، فقال: من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، أو ابنتان أو أختان؛ فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن؛ فله الجنة.. صدق رسول الرحمة فيما ذكر وعافانا واياكم فيما جرت به المقادير.