مقالات

حاتم عبدالهادي السيد عضو اتحاد كتاب مصر يكتب:سيكولوجية القارئ والرسالة الأدبية

حاتم عبدالهادي السيد عضو اتحاد كتاب مصر يكتب:سيكولوجية القارئ والرسالة الأدبية

بداية لن نتحدث عن سيكولوجية القارئ، أو المتلقي، وإن كان ذلك سيتبدى من خلال فعل التلقي وأثره للرسالة الشفاهية أو المكتوبة، ولكن لابد أن نشير الى دلالات اللغة ورموزها واشاراتها، حتى تلك المساحات المتروكة في الهامش، أو النظر الى علامات الترقيم، أو ايماءات الفصل والوصل وترتيب الصفحات، وتلك أمور شكلية يراها الكثيرون، ولكنها تدخل في فعل المنتج الثقافي الاستهلاكي لدي تشكله، أو بصورة أوضح تدخل في عمليه الخلق والابداع ذاتها ثم تظهر في فعل التلقي والأثر السلبي أو الايجابي على المتلقي.

كما يجب أن ندرك أولاً ماهية النص أو الرسالة الإبداعية أو المادة المقروءة وإلي من تتوجه، وطريقة الكتابة، ثم ثقافة كلاً من الكاتب والمتلقي حتى يحدث الأثر، أو فيما أصطلحه “بالتماس التواصلي” لفعل الكِتَاب، والأثر الناشئ عن التلقي لإحداث التواصل أو التكامل في المنظومة الإبداعية، أو منظومة القراءة وأثرها في درس القراءة والتلقي.

كما لا يفوتنا ونحن نتحدث عن الجمهور الأدبي أن نذكر الأثر النفس الناشئ من فعل التلقي بمعني أن المتلقي يجنح عند حالة التلقي الى التماهي مع الكاتب أو المتحدث وهذا التماهي ينتج أثراً، كما أن هناك فارقاً بين القراءة كفعل بصري والإلقاء كتواصل سمعي وروحي، أو حتى انبهار بجودة الأداء، ومع كل يجب أن نحدد المساحة الزمنية للرسالة ووصلوها، ولن نتحدث عن معوقات التواصل أو الخداع البصري أو الأمراض التي تتعلق بالأذن هذا في حالة التلقي الشفاهي، أما التلقي البصري المباشر عن طريق القراءة الفردية المباشرة فإنه يخضع لأمور مزاجية أو انفعالات خارجية، أو تأثيرات راجعة لسيكولوجية المتلقي وذكرياته من استرجاعٍ واستلهام لمحدداتٍ لديه أو لأمورٍ تتعلق بعاطفة أو موقف ما، لذا فلابد من وضع العامل السيكولوجي عند الحديث عن الجمهور الأدبي، أو القارئ، وقد نركز هنا على درس التلقي عند المتلقي أو المتعاطي للأدب، أو للدرس الأدبي.

كما أن ثقافة المجتمع قد تحكم تلك الذائقة، فالمجتمعات الدينية التي تربطها قيم وتقاليد ومعتقدات قد ترفض كل ما هو مختلف عن توجهاتها وأيدلوجيتها لذا يرفض الجمهور المُحَمّل بأيدلوجية دينية “قصائد الجسد” والحديث عن المثلية الجنسية مثلاً لمخالفتهما الصريحة للمعتقد إعمالاً لأيدلوجية وتوجه يرفضه المعتقد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى