منوعات

سجود السهو: اختلاف الفقهاء حول الواجبات والأحكام الشرعية

تباينت آراء الفقهاء حول موقف الشخص الذي نسي سجود السهو وتذكره بعد فترة. فقد ذهب الحنفية إلى أنه يجب عليه السجود ما دام داخل المسجد، بينما فرق المالكية بين السجود قبل السلام وبعده، حيث يجب السجود للسهو قبل السلام إذا لم يغادر المسجد، أما بعد السلام فيجب السجود متى تذكر، حتى وإن طال الزمن. وعند الشافعية، يسقط سجود السهو إذا طالت المدة بعد السلام، دون أن يُلزم المصلي بشيء. بينما الحنابلة يرون أنه يسقط سجود السهو في حال طول الفصل أو انتقاض الوضوء أو الخروج من المسجد، والراجح أن الشخص إذا نسيه وغادر المسجد فلا شيء عليه.

حول جواز سجود السهو بعد الصلاة بفترة
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية أن نسيان سجود السهو يتطلب من المصلي العودة لأدائه، وفقًا للتفاصيل التالية:

بالنسبة للتصرف الشرعي للمسافر الذي أدرك صلاة الجماعة خلف إمام يصلي أربع ركعات، فقد أشار الحنفية إلى أنه إذا سلم بنية القطع مع التحول عن القبلة أو الكلام أو الخروج من المسجد، فلا يُسجد. أما إذا سلم ناسياً السهو، فيجب عليه السجود ما دام في المسجد، لأن المسجد يُعتبر مكاناً واحداً في هذا السياق. وفي حالة الصلاة في الصحراء، فإن عليه أن يسجد إذا تذكر قبل تجاوزه الصفوف.

أما المالكية فقد ميزوا بين السجود قبل السلام وبعده، حيث يمكن أداء السجود البعدي متى تذكر، حتى لو بعد سنوات، ولا يسقط السجود لطول الزمن. أما السجود القبلي، فيكون مشروطًا بعدم الخروج من المسجد وعدم طول الزمن.

وبالنسبة للشافعية، إذا سلم سهواً أو طال الفصل، فإن سجود السهو يسقط وفقاً للمذهب الجديد لفوات المحل.

من جانبهم، يقول الحنابلة إن على المصلي الذي نسي سجود السهو، سواء قبله أو بعده، أن يؤديه حتى لو تكلم، ما لم يكن هناك طول فصل، حيث يُرجع في ذلك إلى العرف.

فيما يتعلق بالشك في عدد السجدات، يُذكر أن المالكية ترى أنه إذا شك المصلي في عدد السجدات، فيبني على اليقين، ويؤدي السجدة الثانية دون سجود سهو. ويشارك الشافعية والحنابلة في بعض الآراء، حيث يُفضل عندهم عدم الإعادة في حال الشك.

قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، إنه لا يجب على الشخص الذي يتعرض للوسواس أثناء الصلاة أن يسجد للسهو أو يُعيد ما يوسوس به الشيطان.

وأكد عويضة، خلال فيديو مباشر على صفحة دار الإفتاء الرسمية على فيس بوك، أن المصلي يجب أن يتحلى بالعزيمة وألا يستجيب لوساوس النفس والشيطان، وأن يسعى للتركيز والخشوع في صلاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى