بورترية الفنان فريد شوقي..تعرف على ابرز المحطات في حياته
يعتبر فريد شوقي أحد أعمدة السينما المصرية وأحد ألمع نجومها وأكثرهم تأثيرا في تاريخ الفن العربي وقد عرف بحضوره القوي واكسبته شخصيته المتعددة الأبعاد قدرة استثنائية على تجسيد مختلف الشخصيات من البطل الشعبي إلى الرجل الغامض وحتى الشرير المعقد مما جعله رمزا للأجيال المختلفة في السينما المصرية والعربية ولد عام 1920 في القاهرة في أسرة متوسطة وكانت ميوله الفنية واضحة منذ الصغر حيث أحب المسرح والسينما وامتلك شغفا بتقليد النجوم الكبار ومتابعة أفلامهم بدقة ما ساعده على صقل موهبته منذ بداياته
ولقد بدأ فريد شوقي مشواره الفني على خشبة المسرح حيث اكتسب خبرة واسعة في فنون الأداء والارتجال وصقل شخصيته الفنية وتعلم الانضباط الفني والاحترافية ثم انتقل إلى السينما في الأربعينيات ليصبح سريعا أحد أبرز نجومها في الخمسينيات والستينيات وقد تميز بقدرته على تقديم شخصيات متنوعة بين البطولة والرومانسية والدراما الاجتماعية والوطنية بأسلوب واقعي ومؤثر استطاع من خلاله كسب قلوب الجمهور والنقاد معاً
كما قدم فريد شوقي عددا كبيرا من الأفلام التي شكلت علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية من بينها غرام الأبطال شياطين الليل ابن حميدو حسن ونعيمة المارد الأحمر وغير ذلك من الأعمال، حيث جسد فيها أدوار البطولة المطلقة والشخصيات الشعبية البسيطة وأدوار الشر والغموض، وكان صوته الجهوري وحضوره المهيب يضيفان مصداقية وقوة لكل شخصية، كما استطاع أن يخلق توازناً بين الطابع الشعبي والجاذبية السينمائية الراقية
بعيداً عن الشاشة، عرف فريد شوقي بشخصيته الإنسانية الودودة وطباعه المتواضعة، وكان محبباً بين زملائه ورفاقه في الوسط الفني، كما عرف بدعمه للمواهب الشابة وحرصه على تطوير نفسه باستمرار فنياً، وكان قدوة في الانضباط والالتزام بالقيم المهنية والأخلاقية، مما جعله مثالاً للفنان الذي يجمع بين الموهبة الحقيقية والاحترافية
رحل فريد شوقي عام 1998 تاركاً إرثاً فنياً ضخماً من الأفلام والمسرحيات التي ما زالت تعرض وتتابع عبر الأجيال، لتظل أعماله شاهدة على موهبته الفطرية وحضوره الطاغي وشخصيته الفنية المميزة، ولتبقى اسطورة الفن المصري رمزاً للقوة والموهبة والاحترافية في عالم السينما العربية، وحاضراً في ذاكرة الجماهير كأحد أعظم نجوم العصر الذهبي للسينما المصرية
