
سامح كحول
وسط حضور شعبى وتنفيذى وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ ورجال الدين الإسلامي والمسيحى احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بنجع حمادى بتجليس أسقفها الجديد الانبا بضابا ليكون أسقفا على ايبارشية نجع حمادى وفرشوط وبهجورة وأبوتشت والوقف وتوابعها ليحل محل الأسقف الراحل الانبا كيرلس أسقف نجع حمادى السابق الذى تولى رعاية الايبارشية فى ٢٩ مايو ١٩٧٧ حتى وفاته فى ٢٢ ديسمبر عام ١٩٢٢ بعد أن تولى أمور الايبارشية وادارتها اللجنة البابوية المكلفة من قداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والمكونة من الانبا بيمن أسقف نقادة وقوص والانبا يؤانس أسقف أسيوط والبدارى والانبا بيجول رئيس دير المحرق العامر بأسيوط .
يذكر بأن ايبارشية نجع حمادى ظلت خالية على مدار عامين وسط صلوات وطلبات أبنائها بأن يحل أسقفا جديدا على شاكله الانبا كيرلس الذى خدم هذه الايبارشية بكل أمانة وحب وأصبح له رصيد شعبى منقطع النظير من أبناء مدينة نجع حمادى والمدن المجاورة لها بل والمدن الأخرى غير التابعة للمطرانية سواء مسلميها أو مسيحييها.
وقد ظلت المشاورات مستمرة بين الآباء الأساقفة أعضاء اللجنة البابوية المشرفة على الايبارشية وبين البابا تواضروس ورؤساء الأديرة لترشيح الشخص المناسب لرعاية وإدارة هذه الايبارشية حتى استقر على الراهب القمص انسطاسى السريانى الذى سيصبح فيما بعد الانبا بضابا بعد أن قام بترشيحه الانبا متاؤوس رئيس دير السريان وهو واحد من أشهر أديرة وادى النطرون ببرية شيهيت يذكر بأن البابا الراحل الانبا شنودة الثالث هو أحد أبناء هذا الدير عندما كان يحمل أسم القمص أنطونيوس السريانى قبل أن يصبح الانبا شنودة أسقف التعليم فى عهد البابا كيرلس السادس البابا ١١٦ ليصبح فيما بعد البابا شنودة الثالث البابا ١١٦ بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية .
وقد أثنى الجميع من أبناء الايبارشية على هذا الترشيح خاصة وانه تم اختياره من جانب الانبا متاؤوس رئيس دير السريان الذى يحمل كل محبة وثقة من جانب طائفة الأقباط الأرثوذكس وله ثقله لدى الكنيسة الأرثوذكسية عامة ولدى أبناء ايبارشية نجع حمادى تحديدا خاصة وأنه خدم فى هذه الايبارشية سنوات عديدة كما ذكر فى حفل التجليس قبل اختياره لقرار الرهبنة وذهابه لدير السريان فى أعوام فترة الستينيات كما ذكر فى كلمته أثناء حفل التجليس وأنه له محبة خاصة تجاه أبناء نجع حمادى مبديا ارتياحه برد الجميل لهم باختيار الانبا بضابا أحد أبناء ديره لتلك الايبارشية .
والانبا بضابا ليس بغريبا على أبناء هذه الايبارشية خاصة وقربه من مدينة قنا التى شهدت ولادته فى ٧ سبتمبر ١٩٦٩ بمنطقة الشنهورية وهو ينتمى لعائلة عريقة تعمل بتجارة الذهب ضاربا بجذوره العريقة داخل هذه المدينة وتحديدا نجع حمادى وهو ماأبدى ارتياحا لدى أبناء هذه المدينة .
وحصل الانبا بضابا والذى كان يحمل أسم علمانى ملاك جرجس أيوب قبل التحاقه بالرهبنة على بكالوريوس الهندسة جامعة حلوان عام ١٩٩١ وظل يخدم سنوات عديدة بكنائس عدة داخل مسقط رأسه بمدينة قنا بعد أن اتخذ القمص متى أبا ومرشدا روحيا له وهو أشهر كهنة ايبارشية قنا التى يتولى رعايتها الانبا شاروبيم مطران قنا لتأتى لحظة اختياره بالبعد عن العالم ومشتهياته وذهابه لدير السيدة العذراء مريم – السريان لاختيار طريق الرهبنة وقد نما هذا الشعور بأفضلية الرهبنة لحياته هى والدته الذى كان لها الفضل الأكبر فى تكوين شخصيته الدينية وتقربه من الله واختياره النهائى فى طريق الرهبنة فى عام ٢٠٠٢ .
وقد بدأ سلم الرهبنة بقبوله أخ بدير وهى إحدى درجات الرهبنة ينالها الشخص أثناء قبوله بالدير ويطلق عليه لقب ” طالب رهبنة ” ثم قسيسا فى عام ٢٠٠٧ ليتم ترشيحه من جانب الدير فى أكثر من مكان منها مقر إقامة دير السريان بالقاهرة والذى يطلق عليه العدرا العزباوية بمنطقة كلوت بك بالقاهرة وقد ساهمت خدمته بهذه الكنيسة فى ارتياح الغالبية العظمى من مسيحيي نجع حمادى لاحتكاكه المباشر والترحيب بهم أثناء زيارتهم للعزباوية وهو ماساهم فى حالة ارتياح كبير بينهم فى قبوله اسقفا عليهم فى الايبارشية واصفين اياه بالوجه البشوش بالإضافة إلى تواضعه الجم وحكمته وهدوءه فى حل المشكلات واحتوائه لطالبى ارشاده ليقع عليه الاختيار من البابا تواضروس .
وحمله لاسم بضابا فلم يكن هذا الاسم قد جاء من فراغ نظرا لما يحمله أقباط إيبارشية نجع حمادى من محبة فائقة لهذا الإسم وارتباطهم بأشهر أديرة الصعيد وهو دير الانبا بضابا التابع للايبارشية وعلى مقربة من مدينتهم حيث يقع غرب مدينة نجع حمادى ليستقر البابا تواضروس باعلانه لهذا الإسم عشية التجليس يوم ٢٧ مارس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ورسامة أكثر من أسقف لتضج القاعة بالتصفيق الحاد وسط ترحيب شديد من الحاضرين بالكاتدرائية .
وقد بدأ حفل التجليس باستقبال الفرق والمجموعات الكشفية للانبا بضابا والوفد المرافق له المكون من الانبا اشعياء أسقف طهطا وهو أكبرهم سنا والانبا متاؤوس رئيس دير السيدة العذراء مريم بالسريان واللجنة البابوية المشرفة على الايبارشية على مدار سنتين والتى نالت استحسان الجميع وهم الانبا بيمن والانبا يؤانس والانبا بيجول والأنبا تكلا مطران دشنا والانبا يوحنا أسقف شمال الجيزة والانبا دوماديوس أسقف ٦ أكتوبر وغيرهم من الأساقفة التابعين للكنيسة الارثوذكسية حيث قامت بتحية الاسقف الجديد بعروض موسيقية من التراث القبطى وتعتبر فرق الكشافة من أهم الخدمات التى تقدمها الايبارشية بجميع كنائسها والمدربة بشكل فائق بقيادة بولس هنداوى وتحت اشراف السادة مجدى بشرى وعماد بهيج المشرفين على الحفل يذكر بأن القمص رويس المتحدث الرسمى للكنيسة بالايبارشية هو من أدار الحفلة ببلاغة وبراعة وانتقاء لكلمات الحفل تحسب له .
وتوالت الكلمات والتى بدأت بكلمة للانبا متاؤوس الذى روى ذكرياته وخدمته فى كنيسة ماريوحنا الحبيب بنجع حمادى قبل أن يسلك طريق الرهبنة مثنيا على محبة أقباط نجع حمادى له .
أيضا ألقى فضيلة الشيخ محمد رأفت كلمته وهو مدير إدارات الأوقاف بالمديرية ونائبا عن فضيلة الشيخ وكيل وزارة الأوقاف بقنا مشيدا بأواصر المحبة والترابط التى تجمع المسيحيين والمسلمين بمدينة نجع حمادى والمدن المجاورة لها فى عهد الرئيس السيسى الذى يحسب له بحنكته وحكمته وجود مثل هذا الترابط .
كما ألقى الانبا بيمن كلمته والتى لاقت استحسان جميع الحاضرين موجها نصائحه للانبا بضابا بأن يهتم بخدمة الشباب ومدارس الأحد وخدمة المحتاجين والفقراء كما شدد عليه بأن يبتعد عن ماأسماهم الاعضاء العاملين وتقربهم له مشددا بالبعد عنهم ورفض نصائحهم لعدم عودتهم بالنفع على الكنيسة بهدف تقربهم منه وأن يجلس مع طرفى أى مشكلة دون أحدا منهم .
واختتم الانبا بضابا كلمته بايه من الكتاب المقدس تقول ” صغير أنا عن جميع ألطافك وجميع الأمانة التى صنعت إلى عبدك موجها شكره لله باختياره اسقفا للايبارشية واصفا شعبها بالطيب والعطاء وان الايبارشية تنعم بالسلام والأمان وأواصر المحبة التى تربط بين مسلميها ومسيحييها ودعم الجهات التنفيذية والأمنية والنواب لهذه الأواصر .
واستكمل الانبا بضابا حديثه بحنينه لتركه للدير الذى ترهبن وتربى فيه ومغادرته له فى عهد الانبا متاؤوس أيقونة دير السريان على حد وصفه الذى يتمتع بحكمة وافراز رهبانى وحنينه وافتقاده لأبناء الدير الذى عاش معهم سنوات عديدة مؤكدا بأنه يشعر بمسئولية كبيرة ملقاة على عاتقه لسيامته بعد الانبا كيرلس الذى خدم ٤٥ عاما فى هذه الايبارشية أمتلك فيها قلوب ومحبة الجميع مسلمين ومسيحيين طالبا من الله أن يساعده فى استكمال هذه السيرة العطرة واعدا الشعب القبطى بالايبارشية أن يكون خادما لهم بالصدق والمحبة وأن يكون على مسافة واحدة مع الكل .
كما وجه بضابا الشكر لقداسة البابا تواضروس وأعضاء اللجنة البابوية على اختيارهم له كراعى وقائد للايبارشية وخدمتهم لها بعد رحيل الانبا كيرلس .
أيضا وجه بضابا الشكر للانبا أشعياء مطران طهطا وجهينه والانبا باخوم مطران سوهاج والمنشاة والانبا تكلا مطران دشنا والانبا اولوجيوس رئيس دير الانبا شنودة بسوهاج والانبا يوساب أسقف عام الأقصر والانبا اقلاديوس رئيس دير الانبا باخوميوس – الشايب بالأقصر والانبا يواقيم أسقف عام إسنا وارمنت وجميع الاساقفة الحاضرين لينهى كلمته بشكره للقيادات التنفيذية وعلى رأسها السيد حسام حموده سكرتير عام محافظة قنا والقيادات الشعبية والتشريعية ورجال الدين الإسلامي الذين حضروا خصيصا لحفل التجليس ومشاركة الاقباط فرحتهم بالأسقف الجديد .