مقالات
أخر الأخبار

ايهاب مرسي يكتب:”وانفرَطَت حَبةٌ من عِقد القضاة”.

وانفرَطَت حَبةٌ من عِقد القضاة العُلماء الفقهاء :

انتقل إلى رحمة الله تعالى وجوارِه القاضي العالِم الفقيه العلّامة الموسوعي محمد عزمي البكري ، رئيس محكمة الاستئناف ، ورئيس نادي قضاة طنطا الأسبق ، ورئيس مجلس إدارة جمعية القضاة للتنمية ودعم الفِكر القانوني بطنطا ، يوم السبت الموافق ٢١ جماد الأول ١٤٤٣ هجريًّا – ٢٥ ديسمبر ٢٠٢١ ميلاديًّا .
وقد حزِنت لذلك حزنا كبيرا وآلمني وأوجعني رحيله ألما ووجعا شديدا ..
أحزن لفقد العلماء العاملين والفقهاء الربّانيين والقُضاة العادلين حُزني على فقد أبي أو عمّي أو خالي أو صديقي الحميم ..

وصدق القائل :

لعمْرُكَ ما الرزيةُ فَقْدُ مالٍ
ولا شَاةٌ تموتُ ولا بعيرُ

ولكنَّ الرزيّةَ فقدُ فذٍّ
يموتُ بموتِهِ خَلْقٌ كثيرُ

وقالَ سيدُنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ : ” … وَمَوْتُ الْعَالِمِ مُصِيبَةٌ لَا تُجْبَرُ ، وَثُلْمَةٌ لَا تُسَدُّ ، وَهُوَ نَجْمٌ طُمِسَ ، مَوْتُ قَبِيلَةٍ أَيْسَرُ مِنْ مَوْتِ عَالِمٍ ” .

وصدق الإمام الشافعي العظيم (رحمه الله ورضي عنه) القائل :

إذا ما ماتَ ذو علم وتقوى فقد ثُلِمت من الإسلام ثُلمة
وموتُ الحاكمِ العدلِ المولّى بحكم الشرع منقصةٌ ونِقمة
وموتُ العابدِ القـوّام ليـلاً يُناجي ربّه في كـل ظلمـة
وموتُ فتىً كثير الجود محـلٌ فإن بقاءه خصـبٌ ونعمـة
وموتُ الفارس الضرغام هدمٌ فكم شهِدتْ له بالنصر عزمة
فحسبُك خمسةٌ يُبكَى عليهم وباقي الناس تخفيف ورحمـة
وباقي الناس همـجٌ رعـاعٌ وفي إيجادِهـم للهِ حِكمـة .

ظللت أنظر بحسرة وألم شديدَين إلى صورة هذا العالِم العَلَم (رحمه الله وطيب ثراه) ، وأتساءل بيني وبين نفسي :

كم قرأتَ ؟ ، وكم كتبتَ ؟ وكم سَهِرتَ ؟ ، وكم أفدتَّ بعلمك وعملك وجهادك واجتهادك ؟ ، وكم وكم وكم ؟..

ما أجملَ القاضي حينما يكون عادلا !.
ما أجملَ القاضي حينما يكون فقيها !.
ما أجملَ القاضي حينما يكون أديبا !.
ما أجملَ القاضي حينما يكون إنسانا !.

حينما يكونُ إنسانا بما تحملُ الكلمةُ مِن مَعان .

حينما يسألني محام زميل عن أهم مرجع يرجع ويطمئن إليه في منازعات الأسرة (قضايا ومسائل الأحوال الشخصية) أنصحه بسرعة اقتناء “موسوعة الفقه والقضاء في الأحوال الشخصية” للقاضي الفقيه العبقري المُلهَم محمد عزمي البكري قولا واحدا .

*****
لقد خلّفَ المرحوم عِلما وفِقها وقضاء عادلا وسِيرة حسنة ..

والكتبُ النافعة أبقى من الأبناء ..
والعِلم النافِع أبقى من الذرية ..

رحم الله – تعالى – قاضينا العادل العالِم الفقيه الإنسان محمد عزمي البكري رحمة واسعة ، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقا .. يا رب العالمين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى