علي جمعة: الرسول يوصي بآل بيت النبي وصلاً للقرابة والمودة
ذكر الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الله تعالى قال في كتابه العزيز: **﴿قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ المَوَدَّةَ فِى القُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾** [الشورى: 23].
وأشار جمعة، عبر منشور على صفحته بموقع “فيسبوك”، إلى قول سعيد بن جبير رحمه الله في تفسير هذه الآية، بأن المعنى يشير إلى أن قريش جميعها ترتبط بالنبي صلى الله عليه وسلم برابطة القرابة، وكأن الله تعالى يوصي بقرابته ويأمر النبي بإبلاغ هذه الوصية للناس. كما أوضح أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: **”وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي”**، وكذلك قال: **”ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فِي أَهْلِ بَيْتِهِ”**.
وأكد جمعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصانا بحب آل بيته والتمسك بهم، كما جاء في أحاديثه الشريفة، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: **”أما بعد ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين؛ أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به”**. ثم أضاف عليه الصلاة والسلام: **”وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي”**.
وبيّن جمعة أن التمسك بالعترة الطاهرة من آل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يتضمن بقاءهم في كل زمان، فهم الكوثر الذي وهبه الله لنبيه، ما يؤكد على استمرارية نسب النبي صلى الله عليه وسلم عبر التاريخ، كدليل على وجوده الحي.
وأشار جمعة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر ببقاء عترته رغم أن أبناءه ماتوا جميعًا في حياته، باستثناء السيدة فاطمة رضي الله عنها، التي توفيت بعده بستة أشهر. كما أن نسل النبي انحصر في الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومن ذريتهم تحديدا الحسن المثنى وزيد الأبلج أبناء سيدنا الحسن، وعلي زين العابدين ابن سيدنا الحسين، الذين انتشر نسلهم شرقاً وغرباً ليبقى هذا النسب الشريف حتى يومنا هذا، مشدداً على أن هذا البقاء هو تأكيد لنصرة الله لنبيه، وتصديق لكلامه الشريف.