حلب وأدلب تحت النار: ما سر التصعيد الأخير في سوريا؟
شهد الشرق السوري تصعيدًا كبيرًا مؤخرًا، اعتبر استكمالًا للحرب الإسرائيلية المستمرة على المنطقة. ووفقًا لتصريحات رسمية في سوريا. كان هذا التصعيد متوقعًا في إطار الجهود التركية لفرض قواعد جديدة في المنطقة من خلال دعم المجموعات المسلحة، وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة)، لتعزيز نفوذها الإقليمي.
يرى مراقبون أن التصعيد الأخير هو انعكاس لمحاولات تركيا فرض هيمنتها. خاصة بعد تأكيد الرئيس بشار الأسد خلال لقاءاته مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية. في ظل استمرار الشكوك حول النوايا التركية.
وأوضحت مصادر عسكرية أن الهجوم الأخير كان واسع النطاق ومفاجئًا. حيث شاركت فيه القوات التركية باستخدام المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة، إلى جانب عناصر أجنبية. من بينها أوكرانيون، وتكنولوجيا يعتقد أنها إسرائيلية.
المعركة وامتصاص الصدمة
رغم حدة الهجوم الذي طال عدة مواقع في ريف حلب الغربي وأدى إلى نزوح آلاف المدنيين. تمكن الجيش السوري من تثبيت مواقعه واستعادة بعض النقاط. وأكدت المصادر أن الجيش السوري استعد بشكل جيد لامتصاص الصدمة. مشيرة إلى استمرار العمليات العسكرية على مختلف المحاور وسط توقعات بامتداد المعركة إلى مناطق أخرى.
صراع دولي وإقليمي
تعتبر الحرب السورية الحالية أكثر من مجرد نزاع داخلي،ولذلك إذ تتداخل فيها مصالح إقليمية ودولية. وأكد محللون أن القوى العالمية، مثل روسيا والصين وإيران، تشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في الصراع. وأضافوا أن هذه المواجهة تمثل استعادة لصراع طويل الأمد، مع استمرار الضغوط الدولية على دمشق وحلفائها، خاصة حزب الله.
فضلا عن يرى مراقبون أن الهجمات الأخيرة تحمل رسائل واضحة تهدف إلى محاصرة حزب الله وقطع طرق الإمداد أمامه. ضمن محاولات لإضعاف دوره في المنطقة. وارتبطت هذه الهجمات بتوقيت حساس. وذلك يتزامن مع تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اتهم الرئيس الأسد بـ”اللعب بالنار”، محذرًا من عواقب استمرار دعم حزب الله.
المعركة مستمرة في سوريا
بالإضافة إلى ،تأكيد قيادات الجيش السوري أن المرحلة الحالية تمثل فرصة لتغيير موازين القوى في المنطقة، حيث بدأت القوات السورية بشن هجمات معاكسة رغم صعوبة الوضع الميداني. وتوقع خبراء أن تساهم هذه التطورات في تعزيز قدرة الجيش على استعادة المناطق التي سيطر عليها المسلحون مؤخرًا.
في ظل استمرار القتال، أعلنت الأمم المتحدة أن نحو 14 ألف شخص نزحوا من مناطق الاشتباكات في محافظة حلب وريفها. وتزايدت المخاوف من تصاعد الأزمة الإنسانية.مع استمرار المواجهات بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة المدعومة من تركيا.
يبدو أن الحرب السورية دخلت مرحلة جديدة من التصعيد، و لذلك مع استمرار التداخل بين العوامل الإقليمية والدولية. ومع تصاعد الهجمات واتساع نطاقها. يبقى مستقبل سوريا معلقًا على قدرة الجيش على تثبيت مواقعه واستعادة السيطرة، وسط مشهد معقد تتشابك فيه المصالح الإقليمية والدولية بشكل غير مسبوق.