أخبارمنوعات

اللغة العربية: رحلة الحفاظ على الهوية بين الاعتراف الدولي والجهود الوطنية

 

في ديسمبر 1973، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا تاريخيا باعتماد اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في المنظمة الدولية. جاء هذا القرار تتويجا لأهمية اللغة ومكانتها عالميا باعتبارها لغة تراث وثقافة تعكس حضارة ممتدة عبر قرون، كما تمثل الهوية الجامعة لملايين الناطقين بها حول العالم.

حقائق وأرقام عن اللغة العربية

بعد 51 عاما على الاعتراف بها كلغة رسمية في الأمم المتحدة، تتصدر  العربية مكانة بارزة بين اللغات الأكثر تأثيرا وانتشارًا. فهي:

  • لغة رسمية في 25 دولة.
  • يتجاوز عدد الناطقين بها 450 مليون نسمة على مستوى العالم.
  • تعد إحدى أقدم لغات التاريخ بوجود مستمر يتجاوز 1700 عام.
  • تتميز بثراء معجمي يقدر بأكثر من 12 مليون كلمة، مما يجعلها من أغنى اللغات عالميا.

    ورغم هذه المكانة، إلا أن حضور اللغة  على شبكة الإنترنت يعد محدودا؛ حيث لا يتجاوز المحتوى الرقمي بالعربية %3 فقط، وهو ما يعد تحديًا كبيرًا في ظل ثورة المعلومات والرقمنة.

مصر وريادتها

تعد مصر من الدول الرائدة في حماية وصون اللغة  وتطويرها بما يواكب متغيرات العصر. ففي عام 1932، كما تم إصدار قرار بإنشاء مجمع اللغة العربية ليبدأ أعماله رسميًا في عام 1934، حيث أسهم في:

  • وضع معايير للحفاظ على اللغة العربية.
  • تطوير المفردات والمصطلحات لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة.
  • نشر الدراسات والأبحاث التي تعزز مكانة اللغة  عالميا.

مبادرة “اتكلم عربي”: خطوة نحو المستقبل

في إطار جهود مصر المستمرة للحفاظ على العربية وتعزيز الانتماء الوطني،ولذلك أطلقت وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج مبادرة “اتكلم عربي” الرئاسية في ديسمبر 2020. تهدف هذه المبادرة إلى

  1. ربط أبناء المصريين بالخارج بهويتهم الوطنية.
  2. تعزيز قيم التعايش والتسامح.
  3. تقديم محتوى تعليمي يناسب أعمار الجاليات المصرية بالخارج.

الفئات المستهدفة والمراحل العمرية

  • المرحلة الأولى: من 3 إلى 6 سنوات.
  • المرحلة الثانية: من 6 إلى 12 سنة.
  • المرحلة الثالثة: من 12 إلى 18 سنة.

كما شهدت المبادرة إطلاق تطبيق “اتكلم عربي” على الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، ليتيح تجربة تعليمية تفاعلية تعرف الأطفال باللغة  وبالعادات والتقاليد المصرية في آن واحد. التطبيق مصمم بشكل يواكب التقنيات الحديثة وهو متاح مجانا لجميع المهتمين بتعليم أبنائهم اللغة الأم.

اليوم العالمي للغة

يحتفل بـ اليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الذي أدرجت فيه  العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة. كما تعد هذه المناسبة فرصة لإبراز الدور الحضاري والإنساني للغة  باعتبارها رمزا للهوية الثقافية والحضارية للأمة العربية.

التحديات والآفاق المستقبلية

رغم الجهود المبذولة على المستويين الوطني والدولي للحفاظ على  العربية، إلا أنها تواجه تحديات عدة أبرزها:

  • ضعف المحتوى العربي الرقمي مقارنة باللغات الأخرى.
  • تأثير اللغات الأجنبية على الاستخدام اليومي للعربية في بعض الدول.
  • ضرورة تطوير وسائل تعليمية حديثة لتواكب تطورات العصر الرقمي.

 

كما تظهر الجهود المصرية، وعلى رأسها مبادرة “اتكلم عربي” ومجمع اللغة ، التزاما واضحا بحماية اللغة العربية من الاندثار ومواكبة المتغيرات العالمية. وتظل اللغةرمزا للهوية الثقافية وجسرًا للتواصل بين الشعوب، مما يجعل الحفاظ عليها واجبًا وطنيًا وعالميًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى