طبيب نفسي:المجتمع والأهل شريكين أساسيين في خوف ضحية المبتز الإلكتروني
ضحية تلو الأخري تسقط في فخ الإبتزاز الإلكتروني، أخرهم هايدي التي أنهت حياتها بعد تناولها حبة الغلة، بعد أن تعرضت للتهديد بتداول صور مفبركة لها للتشهير والإبتزاز وهو نفس ماتعرضت له الطالبة بسنت مما يعيد الحديث حول المتهم الأول وهو شهوة التصوير والنشر علي السوشيال ميديا وانتهاك الحريات
فأصبحت كاميرا الموبايل سفاح البيوت الجديد،تزامنا مع ظهور بعض التقنيات التي تعمل علي برامج الذكاء الاصطناعي وتقوم بتركيب وتزيف الصور والفيديو على مقاطع فيديو أخرى غير حقيقية تشبه إلى حد كبير الواقع ومن الصعب اكتشاف تزييفها، وتعرف “Deep fake” والتي نجحت في تشويه سمعة الآخرين بتركيب جوهم على صور وفيديوهات مزيفة وتلفيق تهم للآخرين بدون وجه حق مما دمر عائلات وأسر كاملة.
يتعرض المبتز للعديد من الضغوط النفسية مما تدفعه للإنتحار وأجاب الدكتور محمد هاني حول ماهية الضغوط النفسية وأشار إلي أن المجتمع والأهل شريكين أساسيين في خوف ضحية المٌبتز الإلكتروني من البوح بما تتعرض له، وبالتالي ما يتبع هذا الخوف من تصرفات تدفعه بأن ينهي حياته.
ولفت قائلا:أن الأهل لم يكونوا على القدر الكافي من الاحتواء والتفهم للضحية وكذلك الاستماع لمبرراتها حتى ولو أخطأت.
وأردف أن المجتمع وتربصه لأي فضيحة تخص الفتيات والسيدات وبالتالي التشهير بهم جعل “بسنت” تخشى أن تنتابها الفضيحة من هذا المجتمع كما نالها غيرها
مشيرا إلى أن أكثر من 90% من ضحايا هذا الابتزاز لا يتجرأون على البوح بما تعرضوا له.
ولم يغفل مركز الأزهر العالمي للفتوي عن دوره في توجيه النصيحة والوقوف إلي جانب الضحية.
وحرص مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، المجتمع والأسرة آباء وأمهات وإخوة إلى الوقوف إلى جانب ضحايا الابتزاز الإلكتروني ومن يتعرض لخسة المجرمين ممن يقومون بتزييف وفبركة الصور ومقاطع الفيديو.
كما دعا في بيان له إلى عدم تضييع حقوق الضحايا وذويهم بتوجيه اللوم والتّسرع في إصدار الأحكام على الأبرياء، كما يطالب الفتيات اللائي يتعرضن للابتزاز بسرعة توجههن لرب الأسرة أو من يقوم مقامه وإعلامه بما يمارس ضدهن؛ لينال المجرم جزاءه، ويتخلص المجتمع من شر هذه الشرذمة الفاسدة.
وأثنى مركز الأزهر للفتوى بدور أجهزة الدولة في تتبع أصحاب هذه الأفعال المشينة، وتقديمهم للعدالة؛ ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الأفعال.
كما يناشد المشرع القانوني بتغليظ عقوبات كافة الجرائم التي تنتهك حرمة الحياة الخاصة أو تبتز الأبرياء بما قد يتسبب في إنهاء حياتهم حال زيادة الضُّغوط المجتمعية والنفسية عليهم.
وأكد مركز الأزهر للفتوى أنه من المحرم شرعا والمجرم قانونا استخدام البرامج والتقنيات الحديثة؛ سيما تقنية «التزييف العميق – Deep Fake»، في فبركة مقاطع مَرْئية أو مسموعة أو صور لأشخاص، بغرض ابتزازهم ماديا أو الطعن بها في أعراضهم وشرفهم، أو دفعهم لارتكاب أفعال محرمه.
مشددا على أن هذه الأفعال من الإيذاء والبهتان الذي ذم الله صاحبه؛ فقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}. [ الأحزاب: 58].
وأكد مركز الأزهر للفتوى، أن طلب الراحة في الانتحار وهمٌ؛ لكونه كبيرة من كبائر الذنوب، ولا راحة في الموت لصاحب كبيرة، وليس بعد الموت توبة أو مُستعتَب؛ مُشددًا على أن التّخلّص من الحياة بإزهاق الرّوح، التي هي ملكٌ لله سبحانه معصية لا مبرّر لها على الإطلاق، وليست حلًّا ولا مهربًا؛ بل هي اعتداءٌ على خلق الله، واستعجال ما قَدّر؛ قال سبحانه: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}. [النساء: 29 -31].