حماس تسلم أربع أسيرات إسرائيليات والصليب الأحمر يشرف على العملية
وسط أجواء احتفالية في قطاع غزة، سلم الصليب الأحمر، اليوم السبت. أربع أسيرات إسرائيليات كانت قد أفرجت عنهن حركة حماس، في إطار صفقة تبادل الأسرى التي أثارت اهتماما دوليا واسعا. العملية جرت بحضور مكثف لعناصر من كتائب القسام وسرايا الجهاد الإسلامي، الذين نظموا احتفالية في وسط مدينة غزة احتفاءً بما وصفوه بـ”الانتصار المقاوم”.
حركة حماس أعلنت، في بيان رسمي، أن إسرائيل ستُفرج اليوم عن 200 أسير فلسطيني بموجب الاتفاق. إلا أن ما أثار الجدل هو أن 70 منهم سيتم ترحيلهم إلى خارج الأراضي الفلسطينية. وهو بند اعتبرته بعض الفصائل الفلسطينية محل نقاش واسع، نظرًا لتأثيره على النسيج الاجتماعي والسياسي الفلسطيني.
وكانت الحركة قد نشرت، في وقت سابق. قائمة تضم 200 اسم من الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم ضمن هذه الصفقة. ومن بين هؤلاء 120 أسيرا يقضون أحكامًا بالسجن مدى الحياة بعد إدانتهم بتنفيذ عمليات وصفتها إسرائيل بـ”الهجمات الدموية”.
مقاطع الفيديو التي انتشرت من داخل غزة أظهرت تجمعات مكثفة لعناصر حماس في موقع تسليم الرهينات بمدينة غزة، حيث أُقيمت مراسم التسليم وسط تعزيزات أمنية كبيرة. هذه الصور تعكس الأهمية الرمزية الكبيرة للعملية بالنسبة للحركة، التي اعتبرت الصفقة خطوة نحو تعزيز موقفها السياسي والميداني في ظل التوترات الإقليمية.
الصفقة تأتي ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه مؤخرا بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، برعاية دولية. الاتفاق ينص على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن الإسرائيليين، على أن تتم العملية على مراحل. المرحلة الحالية تشمل إطلاق سراح أربع أسيرات إسرائيليات، كانت حماس قد أعلنت أسماؤهن الجمعة، وهن: ليري إلباغ، نعمة ليفي، كارينا أريف، ودانييلا جلبوع.
هذه التطورات تأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة للطرفين. بالنسبة لحماس. تعكس الصفقة قدرتها على فرض شروطها، بينما ترى إسرائيل أنها فرصة لإعادة رهائنها من دون تقديم تنازلات كبيرة. ومع ذلك، يبقى الترقب سيد الموقف. حيث أن تنفيذ الصفقة بالكامل قد يواجه تحديات معقدة في الأيام المقبلة، سواء على الصعيد الأمني أو السياسي.
