
مخطط “سايكس بيكو” الجديدة لتقسيم السودان.. تعاون أمريكي-فرنسي-بريطاني-ألماني-إسرائيلي
حسام حفني
في تطور جديد يشغل الأوساط السياسية الإقليمية والدولية يتداول العديد من المحللين السياسيين والتقارير الصحفية عن ما يسمى “مخطط سايكس بيكو الجديدة” الذي يستهدف تقسيم السودان إلى خمسة دويلات صغيرة هذا المخطط الذي يُقال إنه يأتي نتيجة تعاون مشترك بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنساو بريطانيا و ألمانيا وإسرائيل، يهدف إلى إعادة رسم الحدود السياسية في منطقة الشرق الأوسط بما يتماشى مع المصالح الاستراتيجية لهذه القوى.
وقد شهدت الفترة الأخيرة تصاعدا في الحديث عن إمكانيات جديدة لفرض تقسيم آخر للسودان وهو ما يثير الكثير من القلق والتساؤلات حول أهداف هذا المخطط الجديد.
وفقا لبعض التقارير يشير “مخطط سايكس بيكو الجديدة” إلى فكرة تقسيم السودان إلى خمس دويلات صغيرة تتمثل في دويلة نوبية في الشمال دويلة دارفورية في الغرب دويلة شرق سودانية على السواحل دويلة جنوبية تضم أجزاء من النيل الأزرق وكردفان وأخيرا دويلة في الجنوب التي قد تضم بعض المناطق المتاخمة للحدود مع جنوب السودان.
هذه الفكرة التي يقال إن القوى الكبرى تشارك في تخطيطها تسعى إلى إضعاف السلطة المركزية في السودان وتقليل قدرة الحكومة السودانية على التأثير في المنطقة و يزعم المؤيدون لهذا المخطط أن الانقسامات الجديدة قد تساهم في تحقيق نوع من الاستقرار في البلاد ولكن النقاد يرون أن هذه الخطة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من الصراعات والانقسامات الداخلية.
كما يهدف التعاون الأمريكي-الإسرائيلي-الأوروبي في هذا المخطط إلى إعادة ترتيب التوازنات السياسية في منطقة القرن الأفريقي. بعض التحليلات تشير إلى أن هناك مصالح اقتصادية وسياسية وراء هذا التعاون حيث تسعى هذه القوى الكبرى إلى الوصول إلى منابع النفط والموارد الطبيعية في السودان بالإضافة إلى ضمان استقرار الأنظمة التي يمكن أن تخدم مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
كما يشير الوجود الإسرائيلي في هذه النقاشات إلى اهتمام خاص بالمنطقة حيث تسعى إسرائيل إلى إقامة علاقات أعمق مع بعض الدول الأفريقية بما في ذلك السودان وقد تم الحديث عن تقارب بين البلدين بعد اتفاقيات أبراهام 2020 حيث يتوقع أن يكون هذا التقارب جزءا من الحسابات المستقبلية في إعادة تقسيم المنطقة.
وفي ظل هذه الأوضاع المعقدة يبقى مستقبل السودان مجهولا إذا تم تنفيذ هذا المخطط فقد يواجه السودان موجة جديدة من النزاعات الداخلية بما أن الانقسامات العرقية قد تؤدي إلى تأجيج الصراعات كما أن المكونات السياسية المختلفة في السودان بما في ذلك الحركة الإسلامية و القوى المدنية ستواجه تحديات كبيرة في التوصل إلى توافق داخلي.
من جهة أخرى يعارض الكثير من السودانيين هذا المخطط حيث يرون فيه تهديدا للهوية الوطنية ويشكون من تدخل القوى الأجنبية في شؤونهم الداخلية ويرون أن الحلول الحقيقية للمشاكل السودانية تكمن في الحوار الوطني الشامل بدلا من تبني سياسات تقسيمية قد تعيد البلاد إلى أتون الحرب.
تبقى التساؤلات حول “مخطط سايكس بيكو الجديدة” مفتوحة ولا يبدو أن السودان سيبقى على حاله طويلادون تغييرات جذرية ومع استمرار هذه التطورات يبقى السؤال الأهم هل سيتدخل السودان ليعيد ترتيب وضعه الداخلي أم أن القوى الدولية ستفرض واقعا جديدا يتجاوز إرادة الشعب السوداني؟






