أخبارالمزيدشئون عالمية
أخر الأخبار

مصر ترفض توسيع إسرائيل عدوانها على غزة

محمود الشوربجي – أكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبد العاطى، أن كل ما يتردد عن توسيع إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، مرفوض تماماً، لافتًا إلى أنه يتعين على المجتمع الدولى أن يقف بصلابة ويتخذ الإجراءات الحازمة والحاسمة لوقف هذا العدوان وسياسة التجويع الممنهجة ضد الشعب الفلسطينى.

وشدد وزير الخارجية، خلال مؤتمر مشترك أمس مع نائب رئيس الوزراء، وزير خارجية الجبل الأسود، إيرفين إبراهيموفيتش، على أن مصر تجرى اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية لممارسة أقصى درجات الضغط على الجانب الإسرائيلى، للتوقف عن هذه السياسات غير الإنسانية وغير القانونية، منوهًا بأن الجهود المصرية تتواصل للعمل على الدفع فى اتجاه وقف المذابح وأعمال القتل والتدمير اليومية التى تقوم بها القوات الإسرائيلية فى غزة، إذ إنه يجب العودة إلى اتفاق ١٩ يناير (وقف إطلاق النار) ووقف الانتهاك الممنهج للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى من خلال سياسة التجويع كسياسة ممنهجة للعقاب الجماعى على الشعب الفلسطينى.

60 يومًا بلا غذاء وحصار شامل

وقال الوزير: «منذ ما يزيد على ٦٠ يوما لم تدخل شاحنة واحدة تحمل المساعدات الإنسانية والطبية لأهالينا داخل قطاع غزة، وهذا الأمر مخجل للمجتمع الدولى ولا يمكن لنا أن نقبل ونحن فى القرن الـ٢١ بهذه السياسات المذرية التى تنتهك أبسط قواعد حقوق الإنسان وحق الإنسان فى الحياة والمأكل والمشرب، فضلا عن كون إسرائيل هى قوة احتلال طبقا لاتفاقيات جنيف وعليها مسؤولية ليست فقط أخلاقية وإنسانية؛ لكن مسؤولية قانونية أيضا لتوفير المواد الأساسية والمواد الغذائية للسكان الخاضعين للاحتلال».

وردا على سؤال حول الإجراءات التى تراها جمهورية الجبل الأسود فى مواجهة التصرفات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين فى غزة، أكد نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الجبل الأسود، أن موقف بلاده واضح؛ فعندما يتعلق الأمر بالنزاع الاسرائيلى الفلسطينى؛ فإنهم على ثقة بأن العالم بأكمله يروّعه ما يحدث والشعب الفلسطينى يستحق السلام، مشددًا على أنه ضد التوسع فى النزاع، لا سيما أن هناك خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار.

وأعرب وزير خارجية الجبل الأسود عن أمله فى أن الفترة المقبلة يسودها السلام، مشيرًا إلى أن الأبرياء من النساء والأطفال الفلسطينيين لا يجب أن يكونوا ضحايا لهذا النزاع؛ إذ إنهم يستحقون أن يذهبوا إلى المدرسة وأن يعود المواطن إلى مسكنه آمنا. إلى ذالك توالت الإدانات الدولية المنددة بخطة الحكومة الإسرائيلية لتوسيع العملية العسكرية فى قطاع غزة، وخطتها للسيطرة على القطاع، فيما عبرت منظمات دولية عن قلقها من العمليات العسكرية والوضع الإنسانى الكارثى.

الأمين العام للأمم المتحدة

وعبَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه إزاء الخطط الإسرائيلية لتوسيع العمليات البرية وإطالة أمد وجودها العسكرى فى غزة، الأمر الذى سيؤدي حتمًا إلى مقتل أعداد لا تحصى من المدنيين وتدمير غزة بشكل أكبر.

وشدد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، على ضرورة إنهاء العنف، وليس المزيد من وفيات المدنيين والدمار، قائلًا إن غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، ويجب أن تبقـى كذلك. فى السياق ذاته، قالت المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فى غزة، أولجا تشيريفكو، إن الآلية الإسرائيلية المقترحة لإيصال الإغاثة للمدنيين فى غزة لا تتماشى مع المبادئ الإنسانية، لافتة إلى أن منح مزيد من السيطرة العملياتية لأحد أطراف النزاع من شأنه أن يعرض المساعدات للخطر، خاصة لمن هم فى أمس الحاجة إليها، غير أن هذه الخطة الإسرائيلية ستؤدى إلى الإنهاء الفعلى للآلية القائمة لتوزيع المساعدات التى تديرها الأمم المتحدة وشركاؤها فى المجال الإنسانى.

وأضافت «تشيريفكو» أن هذه الخطة تنتهك المبادئ الإنسانية المتمثلة فى الحياد والنزاهة والاستقلالية، وقد تُعرّض الناس للخطر، بمن فيهم عمال الإغاثة، وذلك من خلال وجودهم بالقرب من هذه المناطق العسكرية، كما تعرض الفئات الضعيفة للخطر، خاصة من يعانون من صعوبات فى التنقل.

الأونروا: عملية تهجير الفلسطينيين تعني نكبة ثانية

من جهته، ندد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازارينى، بمنع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أنه يسبب مجاعة من صنع الإنسان ذات دوافع سياسية، وبالنسبة إلى الفلسطينيين، فإن أى عملية تهجير تعني «نكبة ثانية».

على صعيد متصل، أدان وزير الخارجية الفرنسى، جان نويل بارو، خطة الحكومة الإسرائيلية للسيطرة على قطاع غزة، وقال فى تصريحات: «هذا أمر غير مقبول.. الحكومة الإسرائيلية تنتهك القانون الإنسانى، الحاجة الأكثر إلحاحا تتمثل فى وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة».

بدورها، عبرت الصين، أمس، عن معارضتها عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلى فى غزة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، لين جيان، إن الصين تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الحالى بين فلسطين وإسرائيل، مضيفًا: «نحن نعارض العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة فى غزة».

وقال وزير الخارجية الإيرانى، عباس عراقجي، إن الدعم القاتل للإبادة الجماعية التى يرتكبها رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، فى غزة والحرب التى شنت باسمه فى اليمن لم تجلب شيئًا للشعب الأمريكى، محذرًا من «ارتكاب أي خطأ مع إيران».

حماس: المجتمع الدولى مطالب بالضغط على حكومة نتنياهو لوقف جريمة التجويع والتعطيش والقتل فى غزة

إلى ذلك، أكد القيادى البارز فى حركة حماس، باسم نعيم، أنه لا معنى لأى مفاوضات لوقف النار فى غزة، مطالبًا المجتمع الدولى بالضغط على الحكومة الإسرائيلية.

وقال «نعيم»: «لا معنى لأى مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلى، ولا معنى للتعامل مع أى مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، فى ظل حرب التجويع وحرب الإبادة التى ينفذها الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.. المجتمع الدولى مطالب بالضغط على حكومة نتنياهو لوقف جريمة التجويع والتعطيش والقتل فى غزة».

المتحدث باسم حركة فتح

وأوضح المتحدث باسم حركة فتح، إياد أبوزنيط، أن إسرائيل ماضية فى الحرب وتحقيق أهدافها معتمدة على الضوء الأخضر الممنوح لها دوليًا والدعم الأمريكي، وعدم قدرة العالم على الضغط عليها لوقف مشروعها، قائلًا إن حكومة الاحتلال من خلال الخطة التى أعلنتها بإعادة احتلال قطاع غزة والتهجير، إذ تسعـى لتنفيذ مخططها النهائى بتهجير الفلسطينيين من غزة، ولا تريد وقف الحرب لأنها تستثمر فى هذا الوقت، وتعتبر ورقة الدم الفلسطينى ناجحة كبعد دينى وتهجيرى ولاستمرار الصراع والسيطرة على الأرض.

وأشار «أبوزنيط» إلى أن إسرائيل تستهدف من ممارساتها إلى تجريد الفلسطينيين من حقهم القانونى فى المساعدات، وشطب وكالة «أونروا» والتحايل عليها بخطة جديدة لتوزيع المساعدات، والتحكم فى كل الفلسطينيين والرقابة عليهم كوسيلة ضغط وتحكم، والادعاء بأنها ستشن عقب ذلك عمليات على حركة حماس، وهو أمر مضلل لأن ما تقوم به على الأرض هو عمليات ضد الشعب الفلسطينى. وحذر مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، من أن الآلية التى أعلنتها إسرائيل لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة «مخالفة لكل معايير ومبادئ العمل الإنسانى»، ووصفها بأنها «خطوة ضمن عملية ممنهجة لتضييق الخناق على الفلسطينيين وتهجيرهم قسريًا».

وأوضح «الشوا» أن هذه الآلية تقتصر على المساعدات الغذائية ومواد النظافة الشخصية فقط، مع تحديد قوائم المستفيدين من قبل جيش الاحتلال فى جنوب القطاع حصرًا، ما يعني حرمان قطاعات واسعة من الشعب الفلسطينى والإخلاء القسرى لشمال غزة، مشيرًا إلى وجود ١٣٠ ألف طن من المواد الغذائية والإغاثية على المعابر ترفض إسرائيل إدخالها، «إمعانًا فى تجويع الفلسطينيين».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى