أخبار

 إسرائيل تحتجز سفينة “مادلين” وتصف الرحلة بمحاولة “غير قانونية” لكسر الحصار

 

في تطور جديد ضمن المشهد الإقليمي المتوتر، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الإثنين، أن سفينة “مادلين” التي كانت متجهة إلى قطاع غزة قد أكملت طريقها بأمان إلى السواحل الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الركاب الذين كانوا على متنها سيُعادون إلى بلدانهم في وقت لاحق.

الخارجية الإسرائيلية أوضحت أن الكمية القليلة من المساعدات الإنسانية التي كانت محمّلة على متن السفينة سيتم نقلها إلى غزة عبر ما وصفتها بـ”قنوات إنسانية حقيقية”، في إشارة إلى رفض تل أبيب لمحاولات تمرير مساعدات دون تنسيق رسمي معها.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد نقلت أن الجيش الإسرائيلي اعترض السفينة “مادلين”، التي كانت تقل نشطاء مؤيدين للفلسطينيين ضمن تحالف “أسطول الحرية”، واعتقل جميع من كانوا على متنها، في خطوة وصفت بأنها جاءت تطبيقاً للحصار البحري المفروض على القطاع.

وفي وقت سابق من صباح اليوم، أفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن قوات البحرية أصدرت أوامر مباشرة إلى السفينة بتغيير مسارها، معتبرة أن المياه قبالة سواحل غزة مغلقة أمام السفن غير المرخصة. وأضافت أن تلك المنطقة ما تزال “منطقة صراع نشطة”، متهمة حركة حماس باستخدام الطرق البحرية سابقاً في تنفيذ ما وصفتها بـ”هجمات إرهابية”.

البيان الإسرائيلي شدد على أن “محاولات اختراق الحصار البحري دون تصريح تعد خطيرة وغير قانونية”، وأنها تقوّض، وفقاً لتعبيرها، “الجهود الإنسانية الجارية”.

بالمقابل، أعلن تحالف “أسطول الحرية” أن الاتصالات مع السفينة “مادلين” انقطعت بعد أن صعد الجيش الإسرائيلي على متنها، مؤكدين أنهم يتوقعون “اعتراضاً واعتداءً” في أي لحظة. وناشد التحالف حكومات الدول التي ينتمي إليها النشطاء التدخل لحمايتهم وضمان سلامتهم.

السفينة كانت قد انطلقت من صقلية قبل أيام، بهدف إيصال مساعدات رمزية إلى سكان غزة المحاصرين، وكسر الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عاماً، والذي شددت إسرائيل قبضته عليه عقب اندلاع الحرب الأخيرة في 7 أكتوبر 2023.

وفي تصريحات مثيرة للجدل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس الأحد، أنه أصدر تعليمات مباشرة للجيش بمنع السفينة “مادلين” من الوصول إلى شواطئ غزة، وهاجم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ – التي كانت من بين المشاركين في الرحلة – واصفاً إياها بـ”المعادية للسامية”، بينما اعتبر أعضاء المجموعة “أبواق دعاية لحماس”، على حد تعبيره.

يُذكر أن ركاب السفينة ينتمون إلى جنسيات مختلفة، من بينها ألمانيا، وفرنسا، والبرازيل، وتركيا، والسويد، وإسبانيا، وهولندا، ما يضفي بُعداً دولياً على الحدث، ويزيد من احتمالات تحوّله إلى قضية حقوقية ودبلوماسية في الساعات المقبلة.

وتواصل إسرائيل فرض حصار بحري مشدد على قطاع غزة منذ ما قبل اندلاع الحرب الأخيرة، بزعم منع تهريب الأسلحة إلى الفصائل الفلسطينية. إلا أن التحركات المدنية لكسر الحصار – مثل تحالف “أسطول الحرية” – تثير بين الحين والآخر موجات توتر بين تل أبيب والمنظمات الحقوقية الدولية، التي تعتبر الحصار خنقاً جماعياً لسكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى