بيان الكهرباء يشعل الغضب في الجيزة: الظلام مستمر والعطش لم ينتهِ

كتبت: رانيا سمير
رغم البيان الصادر عن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة مساء أمس الاثنين، والذي حاول طمأنة المواطنين بشأن تحسّن الوضع بمحافظة الجيزة بعد انقطاع الكهرباء والمياه، إلا أن الشارع لم يهدأ، بل تصاعدت موجات الغضب، واشتدت حدة الاستياء في عدد من المناطق التي ما زالت تعاني حتى الآن من الظلام والعطش لليوم الثالث على التوالي.
الوزارة أعلنت أن عطلاً فنياً تسبب في فصل كابلين رئيسيين (1 و2 فنون/جزيرة الدهب جهد 66 ك.ف)، وأنه تم الدفع بـ60 مولدًا متنقلًا لتأمين التغذية للمرافق الحيوية، وتم توصيل الكابل الأول. كما تعهّدت بأن فرق الطوارئ تعمل حاليًا على إعادة الكابل الثاني، مع الانتهاء من مد وتوصيل مصدر تغذية إضافي للمحطة خلال ساعات لضمان عدم تكرار الأزمة.
واقع مختلف على الأرض
رغم نبرة التفاؤل التي حملها البيان، يعيش أهالي مناطق عديدة في الجيزة واقعًا مختلفًا تمامًا، حيث لم تصل الكهرباء ولا المياه إلى بيوتهم حتى بعد مرور 72 ساعة على بدء الأزمة. أحياء كاملة لا تزال تغرق في الظلام، والمياه ما زالت منقطعة، وسط ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، ما دفع عشرات العائلات إلى مغادرة منازلهم والتوجه إلى بيوت أقاربهم هربًا من الوضع المأساوي.
اللافت أن الأزمة لم تعد فنية فقط، بل تحوّلت إلى أزمة ثقة بين المواطن والمؤسسات، خاصة بعد تعليقات غاضبة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، رافضة ما وصفته بـ”محاولة التهدئة الإعلامية”، بينما يعاني الأهالي من فساد المواد الغذائية، وتلف الأجهزة المنزلية، وشلل شبه كامل في الحياة اليومية.
هل يكفي البيان؟
في الوقت الذي تصف فيه الوزارة الموقف بأنه “تحت السيطرة”، يتساءل المواطنون: من يسيطر على معاناتنا؟ أين المحاسبة؟ ولماذا تُترك محافظة بحجم الجيزة عرضة لانهيار بنية تحتية كان من المعروف سلفًا أنها متهالكة؟ ولماذا تأخر قرار تغيير الكابلات عامًا كاملًا كما تداولت وسائل الإعلام؟
تستمر الأزمة، وتستمر معها المطالب بتدخل رئاسي عاجل ومحاسبة كل من تسبب في تفاقم الكارثة. فالكهرباء لم تعد رفاهية، والمياه ليست خيارًا، بل هي حق حياة.