لليوم الثالث.. سكان الجيزة يصرخون في وجه الغياب: “أنقذونا من العطش والظلام”

كتبت: رانيا سمير
في مشهد مأساوي يتكرر لليوم الثالث على التوالي، يعيش ملايين المواطنين بمحافظة الجيزة واحدة من أقسى موجات الانقطاع الكهرباء والمياه، وسط صمت رسمي، وتجاهل يبدو غير مبرر في واحدة من أكبر المحافظات المصرية سكانًا وأكثرها حيوية سياحيًا وخدميًا.
وسط طقس شديد الحرارة، وانقطاع لأساسيات الحياة، أطلق سكان الجيزة استغاثة مباشرة إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، يناشدونه فيها التدخل العاجل لإيجاد حل لأزمتهم التي تفاقمت، وتجاوزت كل قدرة على الاحتمال، متسائلين: “من يحاسب من تهاون؟ من ينقذ كبار السن والأطفال والمرضى؟”.
المسؤول: “الله أعلم”!
ونقل عن مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء أن موعد عودة التيار “غير معروف”، مضيفًا أن الشركة المصرية لنقل الكهرباء بدأت مؤخرًا فقط في تغيير دوائر محطة “أبو الذهب” الرئيسية المغذية لأغلب مناطق الجيزة، بعد فشل محاولات إصلاح كابلات الجهد العالي. كما تداولت عدة منصات إخبارية أن هذه الكابلات كانت تالفة منذ أكثر من عام، دون أن يتم اتخاذ خطوات حاسمة لتغييرها.
أهالي الجيزة.. ما بين شوارع مظلمة وشكاوى صامتة
بحسب روايات الأهالي، فقد اضطر عدد كبير من المواطنين للمبيت على الأرصفة وفي الشوارع هربًا من حرارة المنازل الخانقة. وانتشرت مشاهد مؤلمة لأسر تلاحق عربات المياه في شوارع الجيزة، بينما تعطلت أجهزة الكهرباء في المنازل والمحال، وتلفت المواد الغذائية، وخسرت المطاعم مخزونها.
ورغم تكرار الشكاوى، توقفت أرقام الطوارئ عن استقبال المكالمات، ما زاد من حالة الغضب واليأس في الشارع الجيزاوي، وسط تساؤلات عن غياب المحاسبة وتحرك الأجهزة المعنية.
رسالة مفتوحة إلى الرئيس
في ختام استغاثتهم، وجّه المواطنون نداءً عاجلاً إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلين: “يا ريس، تدخلك وحده القادر على إنقاذنا. استجبت لعامل محل ألبان ومدرب سابق، ونحن اليوم نصرخ لنسمعك. الجيزة تختنق يا ريس، ولم يعد فينا طاقة للانتظار”.