نرصد اسباب الفجوة بين الآباء والابناء … الخبراء يضعون روشتة علاجية
نرصد اسباب الفجوة بين الآباء والابناء … الخبراء يضعون روشتة علاجية
كتبت: نور عبد الحليم عمر
لكل زمان ظروفه الخاصة، وبالتالي قيمه وأفكاره وأولوياته الخاصة، فما كان محرما بالأمس قد يصبح أمراً مألوفاً وعادياً اليوم والعكس صحيح، وما هو أولوية وشيء لا بد منه اليوم قد يمسي أمراً مرفوضاً وربما مدعاةً للسخرية في الغد، هذا القانون الذي يحكم حركة الزمان وله الفضل لما وصلنا له اليوم من تطور وتقدم وعليه اللوم ببعض النتائج السلبية التي قد يعود بها هذا التطور، من هنا ينشأ الخلاف بين أبناء يعيشون الحاضر وينظرون إلى المستقبل وآباء يعيشون الحاضر ويتحسرون على الماضي، وهذا ما يعرف بصراع الأجيال فالفجوة بين الآباء والابناء باتت تتسع والتي تسببت فى المشكلات والخلافات بينهما ، وفى هذا السياق ترصد صوت الأمة العربية اسباب الظاهرة وطرق الحل
فى البداية تقول ايمان محمد عبد الحفيظ باحثة ماجستير علم نفس إن أسباب الفجوة بين الآباء والابناء تعود إلى ظن بعض الآباء أن من حقهم كل شيء مع أبنائهم وأنه واجب الطاعة عليهم مهما كان السبب دون النظر إليهم في المشكلات النفسية التي قد يتعرض لها الإبن سواء كان طفلا أو بالغًا، فقد يهمل أحد الأبوين أو كلاهما مشاعرهم، فقط ما يعرفه هو “افعل” فقط.

وقالت ايمان أن البعض الآخر قد لا يعرفون شيئًا مطلقا عن حياة أبنائهم ولا يراعونها حق الرعاية، بل يصل الأمر إلى الإهمال التام والنظر في حياتهم الشخصية فقط دون مشاركة أبنائهم في تفاصيل الحياة اليومية .
واوضحت أن فرق الثقافات بين الآباء والابناء تسببت فى الفجوة حيث أن الآباء ثقافتهم منغلقة أما الأبناء فهم أكثر انفتاحا فلا يوجد بينهما تقارب فكرى وبخاصة أن الآباء يريدون فى الغالب أن يعطوا لأبنائهم النصح فى صورة الأمر فى حين أن الأبناء يريدون إثبات ذاتهم ومن هنا تحدث الفجوة بين الأباء والابناء
وأكدت أن عدم التواصل بينهما سبب أزمة كبيرة وشددت على ضرورة متابعة الآباء للأبناء فى جميع سلوكياتهم وعدم التدليل الزائد مع عدم القسوة ويجب على الأسرة تقويم سلوكيات أبنائهم
وفى سياق متصل قالت رية محمد محمد أخصائية اجتماعية أن سبب الفجوة هو انشغال الأسرة عن الأبناء وطالبت بضرورة أن تقوم الأسرة بدورها بالمتابعة للأبناء وان تعمل على مصاحبة الأبناء حتى لا يلجئوا فى مشكلاتهم التى تقابلهم لاصدقائهم مما يسبب فى مشكلة اكبر للأبناء .
واضافت رية : أن الخلافات التى تنشأ بين الأب والأم أمام أبنائهم لأي سبب يُشعر الطفل بمشاكل نفسية يؤثر على كونه سوي تجعله يهرب من مكان الخلافات ويلجأ للعزلة التي قد تودي بفطرته الاجتماعيه ومع مرور الوقت يصبح الأمر عاديا عليه بالشكل الذي يجعله يرى العالم كله من ذلك المنظور الغير حقيقي.
وفى ذات السياق قالت إن المقارنات التي يقوم بها الآباء تصيب الابناء بالاحباط واليأس وإما تكون مقارنه بينه وبين أخواته أو بينه وبين شخص آخر تجعله يميل بكره للطرف المذكور في المقارنة معه.
بالإضافة إلى لجوء بعض الآباء إلى تهديد أبنائهم لعمل شيء ما وهو ما يصيب الابن او الابنة بالخوف والقلق طوال الوقت ومن هنا تُفقد الثقة في أنفسهم ويظلوا تحت إطار الترهيب الذي يؤدي إلى التعقيد وعدم التعبير عن ما يجول بداخلهم ومع مرور الزمن تصبح فجوة بينهم وبين أبائهم.

مؤكدة : أن بعض الابناء قد يتجاوب مع تلك المشكلات وتنعكس عليه وعلى سلوكياته بالسلب ويصبح شخصًا مدمرا لنفسه قبل المجتمع ويسوء الأمر ويشعر دائما بالفشل مهما حاول ودائما ما يسود حياته الاكتئاب.
ونادرا ما يتجاوب البعض الآخر من الأبناء على كل هذا بالضد وهو أن يدركوا حجم المشكلة ويطرقوا إلى حلها بعيدا ومواجهة الآباء بذلك التسيب والاهمال، أو تعليمهم لقيم أخلاقية غير مماثلة للقيم المثلى.