أمينة خيري: التضليل الإعلامي في السودان سلاح موازٍ للحرب

حذرت الكاتبة الصحفية وأستاذة الإعلام الدولي أمينة خيري من خطورة تمدد دوائر التضليل الإعلامي في زمن الأزمات مؤكدة أن سوء استخدام التكنولوجيا الحديثة ضاعف من حجم هذه الظاهرة.
جاء ذلك خلال ندوة متخصصة نظمها الاتحاد العام للصحفيين السودانيين بالقاهرة تحت عنوان “كن صائدا للشائعات في زمن الحرب باستخدام الذكاء الاصطناعي”، بمشاركة نخبة من الإعلاميين والخبراء من مصر والسودان.
وأوضحت خيري، المسؤولة عن ملف التحقيقات بجريدة إندبندنت عربي، أن هناك كيانات إعلامية أنشئت خصيصًا للتربح من نشر الأخبار الكاذبة، تقف وراءها حكومات وأمراء حرب وجماعات مسلحة، معتبرة أن هذه الصناعة تحولت إلى سلاح لا يقل خطورة عن الرصاص في ساحات النزاع.
وتطرقت إلى الوضع في السودان، مشيرة إلى أن الشائعات أصبحت الأداة الأخطر في تأجيج الصراع وتشويه الحقائق وتغذية الانقسام، في وقت يعتمد فيه بعض الأطراف على “الدعاية الحربية” لصناعة روايته الخاصة ورفع معنويات مؤيديه وتشويه خصومه محليًا ودوليًا.
وأضافت أن غياب شبه كامل للإعلام المستقل داخل السودان، بعد توقف العديد من الصحف الورقية والإذاعات وتعرض الصحفيين للقمع والتهديد، خلق فراغًا إعلاميًا واسعًا استغلته شبكات التضليل عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتغمر المشهد بأخبار زائفة ومعلومات مضللة يصعب على المواطن التحقق منها.
وأكدت أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب تعزيز أدوات الذكاء الاصطناعي في رصد الشائعات وكشف زيفها بسرعة، قبل أن تتحول إلى واقع مزيف يُفرض على الرأي العام.